رشان أوشي .. “تسريب” جبريل ومناوي وأمراء الحروب.
رشان أوشي .. “تسريب” جبريل ومناوي وأمراء الحروب.
سعد الدين الماحي.
“جبريل ومناوي قبضا ٧٢ مليون دولار نقداً، ثمن مشاركتهما في معركة “الكرامة”، قالت صحفية مقربة من الاستخبارات العسكرية للجيش، لتنسف ادعاءات الرجلين – منذ خروجهما عن الحياد – بأنهم يقاتلون دفاعاً عن الشرعية “غير الموجودة”، والدولة الوطنية “غير المعرفة”، فقد حصحص الحق وظهر، وعُرف ثمن “الكرامة” المزعومة، وهوية من باع ومن اشترى، في سوق النخاسة الإخواني الدامي والمفتوح، والذي لم يعدم البائع والشاري والزبون.
اتهمت الصحفية صاحبة الرتبة والعضوية في جهاز أمن الإخوان شخصيات وكيانات – في إشارة لجبريل ومناوي – بأنها تقتات على الأزمات السياسية وضعف الأنظمة، وإنها لن تقبل بالسلام إلا كخدعة جديدة، على غرار “اتفاق جوبا”، الذي “أطال عمر هذه المجموعات خمسة أعوام أخرى”، بعد سقوط نظام البشير.
وقالت رشان أوشي أنها – شعرت بالخزي – أثناء اطلاعها على وثيقة “محضر اجتماع” انعقد قبل أسابيع بمنزل رئيس حركة العدل والمساواة، وزير مالية السودان “د.جبريل ابراهيم”، ضم قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق “جوبا” .
وأرجعت “أوشي” شعورها بالخزي هذا، إلى أن الاجتماع ناقش ضرورة “الضغط على جنرالات القوات المسلحة”، لإعادة توزيع أنصبة السلطة الانتقالية، ومنح الحركات المسلحة نسبة “٥٠٪” من مقاعد الحكومة، وتحديداً وزارات “الخارجية، الداخلية، المالية، المعادن”، بالإضافة لمنصب رئيس الوزراء الانتقالي، ومنصب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، بحجة أن قواتهم تقاتل في الميدان.
وتابعت:(اعترض “عبدالله يحيى” رئيس تجمع قوى تحرير السودان، صلاح رصاص “المجلس الانتقالي” و” مصطفى تمبور” رئيس حركة تحرير السودان ،على مبادرة “حركة تحرير السودان – مناوي” والتي قدمها القيادي “نورالدائم طه”، ثلاثتهم أكدوا أنهم يقاتلون من أجل القضية الوطنية ، لا ينتظرون منصباً أو مال، بينما تمسك البقية بضرورة أن تحصل كياناتهم على نصيب اكبر من السلطة الحالية).
وعلى الجانب الآخر وكرد فعل أولي وجه أنصار الحركات الدارفورية الداعمة للحرب سهام اتهامهم لـ”مصطفى طمبور”، وقالوا إنه يستغل علاقاته مع “بعض الصحفيين”، في دعم لوبي تابع للجيش، داخل تحالف الحركات المسلحة المتحالفة معه – في إشارة لعلاقة “زواج” تربطه بالصحفية “أوشي” مصدر التسريب – وقالوا إنه درج على استخدام زوجته في صراعاته مع خصومه، داخل تحالف الحركات الداعمة للحرب.
وكشفت “أوشي” عن أن اجتماعاً آخر سبق الاجتماع المذكور، انعقد قبل شهرين، ضم بجانب رؤوساء الحركات قياداتهم الميدانية ، قدم مطالب لرئيس مجلس السيادة واجبة النفاذ مشروطه بالاستمرار في القتال أو العودة إلى مربع الحياد، واهمها : (١٥٠٠) عربة كروزر، (٤) مسيرات ، (١٥٠٠) دوشكا، (١٥٠٠) قرنوف، (١٥٠٠) مدفع ار بي جي، (٣٠٠) بندقية قنص، ولم يرد عليها “البرهان” حتى الآن.
وأضافت:(دلالات مطالب “مناوي” و “جبريل” نتاج تراكمات مستمرة، ومواقف لا تتوقف عن التحوّل والتبدّل).
قبل أيام تفاخر بعض أنصار الرجلين على مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم يحمون “أمهات الشماليين”! ودخلوا في “ملاسنة” مع الإخواني “عبد الرحمن عمسيب” فرد قائلاً: “لماذا تحمون أمهاتنا وهن في مكان آمن إذن، وتتجاهلون صراخ أمهاتكم في دارفور البعيدة؟ هل من الممكن أن أترك أنا أسرتي في الشمال لأذهب لحماية أمهات أهل دارفور؟ أم أنها عقدة العبد والسيد القديمة لا زالت تلازمكم؟ .. يضحك”.
إن ما يفرق بين حلفاء الإخوان من الحركات الدارفورية المسلحة، أكبر بكثير مما يجمع، بل تشير تسريبات “أوشي” إلى أن الحركتين لا تستبعدان أن يتعشى بهما الإسلاميون بعد أن يتغدون بالدعم السريع، إن تمكنوا من ذلك. ولا تخفى الإشارة إلى احتمال وقوع صراع بين الإسلاميين والحركات في تساؤل أوشي غير البرئ:”لماذا يرغب قادة الفصيلين في الحصول على عتاد عسكري ضخم بصورة منفردة، لماذا لا يقاتلون وفقاً لتشكيل القوات المسلحة كما تفعل بقية المجموعات المساندة؟ لماذا يسعون لتأسيس جيش وتسليحه على حساب معركة الكرامة؟ وخارج المنظومة العسكرية؟”.