اذا لم “يخونها” احد .. فهى ليست بثورة.!!
اذا لم “يخونها” احد .. فهى ليست بثورة.!!
ابوعبيدة برغوث.
كان عام 1997م الذى عرف فى مسيرة الحركة الشعبية (بسنوات الهزة) وهو إمتداد للإنشقاقات التى حدثت فى داخلها تزامنا مع الحشود
العسكرية الكبيرة للجيش وكتائب المجاهدين فى جوبا وملكال و واو وإعتقد قادة الإنقاذ أن بإنشقاق (رياك مشار وكاربينو كوانين بول وطون اروك طون) أن الحركة الشعبية قد إنتهت خاصة بعد المواجهات العنفية بين المجموعات المنشقة والجيش الشعبى أى ما عرفت وقتها بمجموعة الناصر ، ولكن أعاد (جون قرنق) ترتيب صفوف الجيش الشعبى وأستعد للمعارك الطويلة وإنتصر ونجح فى أن يحقق لشعب (جنوب السودان) تطلعاته فى الحرية والإستقلال فكان أن عاد المنشقين مجددآ لصفوف الحركة.
كان قرنق مدركا أن الطريق نحو الحرية طويل وشاق وأن العديد من الذين يركبون قطار الثورة ينزلون فى محطات عديدة وقد يصيبهم التعب وآخرون يصيبهم الإعياء فالثورة مثل الإيمان الذى يتفاوت درجاته عند الناس ولكن الصالحون وحدهم يواصلون التعبد إيمانا منهم أن كل شئ مكتوب ومقدر وهكذا هى الثورة يؤمن المنتمين إليها أنه فى نهاية المطاف ستنتصر وتحقق تطالعات العدالة والحرية والسلام.
ظل القائد (عبدالواحد محمد نور) الذى تعرضت حركته لإنشقاقات عديدة منذ مؤتمر حسكنيته ومرورا بابوجا والدوحة وجوبا ولكن ظل الرجل متمسكا بقضيته التى تكسب كل يوم تأيدا جديدا.
اليوم أعلن عن إنضمام قائد منطقة الجزيرة اللواء (كيكل) إلى الجيش وبذلك يكون الرجل قد تخلى عن قضايا الثورة والعدالة ولكن هو لا يدرك أن ذلك الإنضمام قد يدفع قوات الدعم السريع إلى ترتيب صفوفها مجددا والإستعداد إلى معارك العدالة والحرية الطويلة وهى معارك قد تفرض واقع جديد فى خارطة الوطن وجغرافيته وأعتقد أن خطاب قائد الدعم السريع او ما عرف بخطاب الخطة (ب ) حوى العديد من النقاط التى تشير بوضوح إلى حجم وشكل المعارك القادمة وأدواتها وتحالفاتها ولكن يبقى السؤال لماذا جاء إنضمام كيكل للجيش تزامنا مع حملة أخرى أطلقها الجيش نفسه ضد الحركات المسلحة وإتهامها بالسعى للسلطة وكسب المال وبالتزامن أيضا مع وجود مناوى فى فرنسا ووصول عبدالعزيز الحلو إليها.
بدأ واضحا ان هناك ترتيب جديد للمشهد ستكشف الأيام القادمة الكثير المثير بشأنه وأن الذين يضربون على طبول الحرب نقول لهم أن الأشياء على الارض تختلف كثيرا وأن تطلعات الشعب فى الحرية والعدالة والمساواة ستنتصر وأن إعلان إنضمام كليل لا يختلف كتيرا عن إنضمام كاربينو وطون ورياك مشار
وأيضا لا يختلف عن إنشقاق مناوى عن عبدالواحد.
ستظل الثورة متقدة و الزحف المقدس مستمر لدك معاقل الدكتاتورية وهدم قلاع الظلم أخر جدار لدولة 56.