“المال” مقابل “القتال” .. حركات دارفور “تهدد” بفض تحالفها مع “البرهان”.

73

بلو نيوز الإخبارية: وكالات-

ظهر صراع جديد داخل معسكر ، بعد مطالبة الحركات المسلحة المتحالفة مع قائد الجيش السوداني ، بنسبة كبيرة في السلطة والمال والعتاد العسكري، نظير استمرارها في القتال.

وفجّرت مطالب الحركات المسلحة، التي تسربت إلى الإعلام، خلافات واسعة داخل مجموعة البرهان وفق ما ظهر من صراع بين أنصار الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي.

50 بالمئة:

وكانت الصحفية المقربة من دوائر الجيش السوداني، رشان أوشي، نشرت ما قالت إنها معلومات من وثيقة “محضر اجتماع” انعقد قبل أسابيع بمنزل رئيس حركة العدل والمساواة، وزير مالية السودان، الدكتور جبريل إبراهيم، ضم قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق “جوبا” والمتحالفة مع الجيش السوداني.

وقالت إن الاجتماع ناقش ضرورة الضغط على جنرالات الجيش السوداني لإعادة توزيع أنصبة السلطة الانتقالية، ومنح الحركات المسلحة نسبة (٥٠٪) من الحكومة، وتحديداً وزارات: “الخارجية، الداخلية، المالية، المعادن”، فضلًا عن منصبي رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، وذلك بحجة أن قواتهم تقاتل في الميدان.

وأشارت الصحفية أوشي إلى اجتماع آخر كان قد انعقد قبل شهرين، ضم إلى جانب رؤساء الحركات قياداتهم الميدانية، قدم مطالب للبرهان واجبة النفاذ مشروطة بالاستمرار في القتال أو العودة إلى مربع الحياد.

وشملت المطالب المقدمة للبرهان، منح الحركات عدد (1500) عربة لاند كروزر، و(4) طائرات مسيرة، و(1500) قطعة سلاح دوشكا، و(1500) قطعة سلاح قرنوف، و(1500) مدفع آر بي جي، و(300) بندقية قنص.

شهر عسل:

وعلق المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، على هذه التطورات واعتبرها نهاية ما وصفه بـ”موسم شهر العسل بين المرتزقة وجيش البرهان”.

وقال: “انتهى دورهم بمجرد مطالبتهم بالمشاركة في السُلطة بنسبة 50% وهذا بمثابة بداية لفك الارتباط بين الجيش وحركات المرتزقة، وهذا السلوك ظلت تمارسه النخب السياسية المسيطرة على مفاصل الدولة السودانية منذ الاستقلال وحتى الآن”.

وأضاف طبيق عبر حسابه على منصة “إكس” أن “النخب المسيطرة على مفاصل الدولة يمكن أن تستخدم الآخرين كأداة لحماية مصالحها، وفي هذه الحالة تكون إنسانا وطنيا وسودانيا غيورا وود بلد، ولكن مجرد التفكير في المطالبة بحقوقك المشروعة في الثروة والسُلطة فأنت غير مرغوب فيك ومرتزق وخائن وعميل”.

واعتبر التسريبات التي خرجت إلى الإعلام بشأن مطالبها في السلطة والثروة، مجرد “قرصة أذن” لمناوي وجبريل، وتذكيرهما بوضعهما الطبيعي.

خلاف عميق:

من جهته يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، أن الحركات المسلحة منذ البداية دخلت الحرب بدون قضية وبدون أهداف، بخلاف الرغبة في الحصول على أكبر عائد مادي ومقاعد في السلطة.

وقال لـ”إرم نيوز” إن الحركات بالفعل قد حصلت على المال ولكن لن يسمح لها الجيش بالحصول على السلطة، مشيرًا إلى أن التسريبات الأخيرة كانت قد سبقها حديث لمبارك الفاضل، حليف البرهان، قال فيه إن الحركات حصلت على 50 مليون دولار.

وأضاف برغوث أن “التسريبات الأخيرة مصدرها دوائر الجيش وكأنه يريد أن يوصل رسالة للحركات مفادها بأننا لن نعطيكم سلطة وإنما كنتم تريدون المال وأعطيناكم 72 مليون دولار”.

ونوه إلى أن ما يجري يدل على أن هنالك خلافا عميقا جدًا بين الحركات المسلحة ومجموعة بورتسودان، مشيرًا إلى أن هناك عدة مؤشرات على أن الخلاف وصل ذروته منها تجريد وزير المالية جبريل إبراهيم، من عديد السلطات وتتبيعها للبرهان في مجلس السيادة، ومنها “سلطة الجمارك وديوان الضرائب والبنك المركزي” التي أصبحت تتبع للبرهان مباشرة بعد أن كانت تتبع لوزارة المالية.

وبيّن برغوث أن “الحركات ليس أمامها الآن خيار غير الاستمرار مع الجيش، لأنه ما من سبيل للرجوع لموقف الحياد بعد أن حرقت جميع مراكب العودة، ومجموعة بورتسودان تعلم ذلك، ما يجعلها تضغط عليها بإخراج هذه التسريبات إلى الإعلام.

وأكد أن الحركات لن تستطيع أن تعود للحياد إلا صفر اليدين لأن آلياتها وسلاحها تحت إمرة الجيش، وأنها كانت تريد من المطالب التي رفعتها أن تبني جيشًا جديدًا.

تأجير البندقية:

بدوره رأى المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن الحركات المسلحة قبضت ثمن قتالها مع الجيش، بيد أن الأخير حال توقفه عن الدفع قد تتوقف عن القتال إلى جانبه.

وقال لـ”إرم نيوز”، إن الحركات منذ انضمامها إلى القتال لصالح الجيش لم تحقق أي انتصار أو تقدم ولم تستعد أيًا من المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أنه مع مرور الوقت اكتشف الجيش أنها بلا فائدة وأن ميليشيات المقاومة الشعبية وكتائب البراء والمستنفرين، يمكن أن يحققوا له انتصارات أفضل.

وأضاف جمعة أن “الجيش بدأ مؤخرًا تلميع هذه الميليشيات مقابل سحب الأضواء عن القوة المشتركة التابعة للحركات، ما جعل الأخيرة تتحسس موقعها من الحرب وتطالب بنصيبها في السلطة والثروة”.

ولفت إلى أنه كان واضحًا منذ البداية أن الجيش يعلم تمامًا بأن الحركات تقاتل إلى جانبه بالمال وعلى ذلك كان الاتفاق بينهم، وليس من أجل الكرامة والوطن كما في شعاراتهم.

وأوضح جمعة أن “هذا ربما يمثل بداية لنهاية التحالف بين الحركات المسلحة والجيش السوداني، فهو بالأساس تحالف قام على المصالح واقتسام موارد البلاد، ليس في قاموسهم كرامة ولا وطنية التي يرفعونها كشعارات كاذبة لخداع الآخرين”.

وذكر أنه “من المعروف أن هذه الحركات كانت تقاتل فترات طويلة كمرتزقة في ليبيا وغيرها من البلدان، لذلك لم تتردد في تأجير بندقيتها للجيش السوداني والقتال معه، وإذا توقف الأخير عن الدفع لها مؤكد أنها ستنهي تحالفها معه”.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *