“كيكل” الى الجحيم .. وللبطولات رجالها.

94

“كيكل” الى الجحيم .. وللبطولات رجالها.

احمد عباس السخي.

 

إذا عدنا بالذاكرة الى الوراء قليلا، وتأملنا في نشأة جماعة كيكل المسماة “درع البطانة” نجدها قد نشأت في كنف استخبارات الجيش في بواكير الصراع الخفي وسباق التسلح بينه وبين الدعم السريع. وقد جاء الهدف الاول لقوات “درع البطانة” منصبا في دورها كظهير للجيش يحول دون انضمام ابناء الوسط خاصة مناطق الجزيرة وشرق البطانة إلى الدعم السريع، حيث نشط الدعم السريع في ذلك الوقت في تجنيد العديد من ابناء هذه المناطق.

كان في رفقة كيكل في تدشين هذه القوات العسكرية الصوارمي خالد سعد – الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السابق – الذي كان يقود جماعة عسكرية فاشلة عرفت بدرع السودان، ونتيجة لضعف قوات درع السودان التي كان من المتوقع ان تقوم بتمويلها المخابرات المصرية ولكن ضيق ذات اليد المصري حال دون ذلك، مما دفع الاستخبارات العسكرية الى قصر جهودها على كيكل وجماعته.

بعد اندلاع الحرب، اختفى كيكل وجماعة “درع البطانة” دون اي مسوغ موضوعي، ولكن فجأة ظهر كيكل في تسجيل فيديو محضور ادعى فيه الانضمام الى قوات الدعم السريع.

ولكن خلال سيرته مع قوات الدعم السريع كانت هناك العديد من الملاحظات أهمها ان قوات الدعم السريع لم تحتف به كما ينبغي، مما يدل على ان مخابرات الدعم السريع كانت تشكك في نوايا الرجل، كذلك لاحظ المراقبون ان كيكل كان لا يعاني اي هواجس امنية او مخاوف من تربص العدو المفترض وهو الجيش الذي يحاربه، ذلك لدرجة انه دأب على اقامة مخاطبات في الهواء الطلع، ويقوم كذلك بزيارات معلنة ويتم استقباله من قبل المواطنين دون ان يتعرض له احد، كذلك لاحظ الاشاوس ان كيكل كان يترصد جنود من الاشاوس ويدعى انهم متفلتين ويقوم بتصفيتهم مباشرة، كما لاحظوا ان كيكل يقوم بتسليح جماعات بدوافع التخريب واثارة الفوضى في منطقة الجزيرة، حيث تعرضت المنطقة في عهده إلى ممارسات مرعبة طالت جميع قرى الجزيرة، كما ركز كيكل جهود التأمين في منطقة شرق الجزيرة، كما انها المنطقة الوحيد التي يسيطر عليها الدعم السريع ولم تتعرض إلى ضربات الطيران الحربي.

علاوة على ذلك رصدت استخبارات الاشاوس حالات اختفاء غامضة لعدد من المقاتلين وأفراد من مقاتلي الدعم السريع بطرق غير مبررة، وفي اطار عمليات التأمين لاحظ الاشاوس ان كيكل يمارس نوع من حالات الغياب يتنافي مع الضرورات التأمينية بحجة التواصل مع اسرته او مقابلة احدى زوجاته، واحيانا يستمر هذا الغياب لفترات طويلة نسبيا لا تشبه الاغراض التي يخصص اليها، كما كان يبعد عن حراساته الشخصية الجنود الذين لا يثق فيهم وبالتحديد قدامى مقاتلى الدعم السريع. ولذلك لم يعيش كيكل بين الاشاوس كبطل انما عاش بروح وعقلية الجاسوس المرعوب، بل ان كيكل كان يصاب حالة من الرعب الظاهرة، عندما يكون وسط الاشاوس، وهو رعب فسره العديد من القادة بأنه نوع فوبيا الانكشاف.كذلك اشارت العديد من التقارير ان كيكل كان وراء اغتيال الشهيد البيشي والشهيد الجعلي الذي تم تصفيته بأوامر مباشرة من كيكل.

اخير ؛ سوف يظل كيكل رمزا لنتانة الجاسوس، وعفونة الخائن، وبؤس الكذوب، فقد فشل كيكل في تسليم مدني التي وعد بها أسياده، وآثر ان يسلم نفسه نموذجا للجبن والانحطاط.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *