عبدالرزاق كنديرة يكتب: حرب “البدن”.!!
عبدالرزاق كنديرة يكتب: حرب “البدن”.!!
الزميل مجدى ماكن قال (أن هذه الحرب هى حرب الجحود)! وأضيف أنها حرب (البدن)! بكسر الباء والدال، فالأفندية الذين آل إليهم حكم السودان على طبق من ذهب دون أن يقدموا فى سبيل استقلاله خطوة واحدة من النضال بل كانت عملية توريثهم الحكم من قبل المستعمر بمثابة مكأفاة آخر المدة على خدمة العمالة الطويلة الممتدة منذ تآمرهم على سلطنة سنار واسقاطها بواسطة الأتراك والمصريين، مرورآ بتعاونهم مع الإنجليز و المصريين ومساهمتهم الفعالة جدآ كعملاء و قوادين حتى اسقاط الدولة الوطنية الأولى بقيادة تورشين، وهم يستنجدون بالغازى فى اشعارهم ، (المهدي داك راجلا قدل فوق عزة الا خليفة المهدي دخلنا في ط … وزة
ناسن قباح من دار غرب يوم جونا
سوو التصفية ومن البيوت مرقونا
اولاد ناس عزاز ذي الكلاب سوونا
- ويا يابا النقس ويا الانقليز الفونا)
ومنذ 1956م وهم لم يقدموا عملآ يحسب لصالح الوطن والإنسان بل كانوا مجرد عملاء ينفذون ما يملى عليهم من الوكيل الإقليمى للمستعمر فى المنطقة ويبدو أن دخول الإستعمار التركى والإنجليزى عبر البوابة الشمالية إنطلاقآ من مصر ومقدرات المصريين فى نسج الأساطير قد اقنعت كل الطامعين الدوليين فى المنطقة أن السودان هو اقليم جنوبى لمصر وهذا هو السبب فى استصحاب المصريين فى الغزو التركى والانجليزى على السودان ، ولم ينته الأمر هكذا بل تم توكيل شمال الوادى كأوصياء على شلة الأفندية السودانيين بينما تم فرض جيش البازنقر كجيش رسمى لاقليم السودان ومن هنا كانت مآسينا التى لا تنتهى ! فالحروب الأهلية المستمرة يخطط لها فى أضابير المخابرات المصرية وكذلك الإنقلابات العسكرية والتكريس للحكم العسكرى فى السودان فطبيعة العسكر وتراتبية النظام العسكرى وقوانين نابليون تجعل التعامل معهم أكثر أمانآ وضمانآ بالنسبة للوكيل الإقليمى والأكثر فعالية فى تنفيذ المخططات التخريبية اجتماعيآ واقتصاديآ فهم الأقدر على اشعال نار الحروب الأهلية وهم عبر مؤسسات الجيش الإقتصادية يستطيعون تهريب موارد السودان دون أن يسألهم أحد.
وهذا ما فطنت إليه أحزاب الأفندية فتسابقت فى زراعة عناصرها داخل جيش البازنقر كحقل كبير يدار بواسطة المخابرات المصرية لإنتاج الحكومات العميلة ، بيد أن أحزاب الأفندية ذات نفسها صناعة مخابرات مصرية ولكن بحكم طبيعة العمل المدنى المتحرك غير مأمونة للوكيل فربما تعيد ظروف المتغيرات السياسية إنتاجها بما يتواءم مع البيئة المحلية السودانية فتبتعد عن الأجندة المصرية شيئآ فشيئآ، وعودآ على بدء فإن الأفندية وجيش البازنقر ظلوا طوال عقود الحكم الوطنى الصورى الذى إمتد زهاء ال70عام يعتمدون( فرق تسد) فى حماية سلطتهم ومصالح أسيادهم وظلت قبائل الحزام الرعوى تدفع ثمن ذلك فقد فى الأرواح والإستقرار والتعليم والصحة بسبب الحروب العبثية لنخبة التيه والضياع بينما النخبة مشغولة بتوزيع المناصب والمكاسب والعطاءات الإقتصادية والسرقات الكبرى لموارد الوطن والحصول على مكافآءت إهدار الفرص لنهوض الوطن وتقسيمه لصالح الخارج وعندما صحت القبائل الأصيلة وطالبت بإعادة تأسيس الوطن على أساس المواطنة المتساوية ، جن جنون عصابة 56 ونسختها الإرهابية الأخيرة واستخدمت جهاز الدولة فى إبادتهم ونزع وطنيتهم تلك الدولة التى طالما كانوا يدافعون عنها و يمسكون بالقرون التى نهشت أجسادهم ليحلب الأفندية وهم فى أسرتهم الوثيرة وقصورهم الفخمة وعرباتهم الفارهة ! فإنطبق المثل الشعبى على هؤلاء اللصوص البدناء (البفسي ما بدرى بالبشم) فأعماهم البدن عن رؤية هذه الحقائق والبدن يجعل من صاحبه كالثور الهائج فى مستودع الخزف فكسروا صنم سلطة العمالةوالإرتزاق الذى يعبدونه بأيديهم من حيث لا يشعرون ! ولا يدرون أن ثورة الأحرار مأمورة وواصلة مرماها ووطن الحرية والعدل والسلام قد لاح من خلال أسنة النضال وعلى سواعد الأشاوس الأحرار.