مهندس جبريل حسن يكتب: حزاري مصر “السيسي”.!!
مهندس جبريل حسن يكتب: حزاري مصر “السيسي”.!!
استضافت القاهرة قبل عامين قوي الحركات المسلحة بالعين السخنة في محاولة لفهم الطبيعة السياسية الغير منظورة لهذه الحركات المتعددة المكونات وهي تولي قضية امنها القومي اهمية بعيدة المدي . وتقربت اكثر قبل أشهر بأستغلال السيولة السياسية في استضافة مكونات مثل الحراك الوطني والكتلة الديموقراطية في محاولة لحشد مسار سياسي يدعم حالة الفراغ الامني والسياسي الذي خلفه انقلاب البرهان. بزريعة حماية امنها القومي .
لكن الامر الغير منظور هو رفض الاشقاء بالقاهرة للانظمة الديموقراطية داخل الدولة السودانية الحديثة منذ أمدا بعيد لان المسار المدني للدولة ستحميه مؤسسات مدنية ترعي مصالح الشعب وقادرة علي توظيف الموارد بالشكل الامثل الامر الذي يهدد اكثر من خمسة الف مصنع بالشقيقة مصر تعتمد علي الموارد السودانية لمقابلة الطلب الاروبي والشرق اوسطي لصادرات تعتمد في الاساس علي منتجات اراضينا .
من هنا نفهم الاستراتيجية المصرية في هضم انقلاب البرهان ودعم بيئة الصراع التي تظهر بوضوح من خلال التمظهر الخارجي لحكومة الامر الواقع ببورتسودان
وافشالها لقاء المبعوث الخاص مع وفد ابو نمو بالقاهرة عقب انتهاء مفاوضات جنيف الاولي والذي لعبت فيه القاهرة دورا دبلوماسيا واضحا.
من بين هذه الامور المتعددة تقرأ القاهرة مشاعر القلق من خلال عملية التغيير التي احدثتها ثورة ديسمبر والاسناد الكبير الذي وفره قائد الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو لعملية التغيير والاصلاح السياسي وسعيه المعلوم لايقاف الحرب وتهيئة الظروف المناسبة لعملية التحول المدني .
واخيرا القرار بايقاف وحجز منتجات الصادر التي تأخذ طريقها للتهريب لاحقا الي العمق المصري.
لتقرأها القاهرة كتوقيت أزمة متوقعة ولا حلول لها غير دعم عدم استقرار السودان وفتح مسارات التهريب و خلق حالة من التوهان تبقي البرهان بيدق الرهان الاول.
لذا سيظل استقرار السودان مرهون بالنفوذ المصري حتي تكتمل عملية التغيير بشكل جوهري لمشروع الدولة السودانية .
ولأن المتغيرات الدولية تتجه يوما بعد يوم الي اهمية السودان الاستراتيجية في التاثير علي مسار الاحلاف الدولية واهميته القصوي في أمن البحر الاحمر وكخيار استراتيجي لقواعد حربية تغازلها دول عظمي مع تقاصر الدور المصري في خلق التوازن المطلوب اتجاه القضية الفلسطينية.
لذا مصر السيسي الان تعمل بهدوء في عملية تغيير الخارطة السكانيةبحلايب وشلاتين بل قطعت اشواطا بعيدة علي مدي سنوات عديدة اشتروا فيها صمت الحركة الاسلامية مقابل السكوت عن محاولة اغتيال حسني مبارك.
ولكن مع أستمرار حرب السودان وقعت مصر في المحظور بتوفيرها الدعم السياسي والدبلوماسي واللوجستي للبرهان مع غطاء اعلامي واضح لتسيطر علي مسارات التفاوض عبر دبلوماسيها هجين المخابرات المصرية الامر الذي اوجد ظروف تتقدمها فرية المحافظة علي الامن القومي لها في مواجه مسار التغيير الذي تقوده قيادة الدعم السريع مع القوي الوطنية المدنية الاخري .
اذا تتشكل الان معركة اخري يجري التحضير لها عبر عناصر دولية تعي خطورة مساعي القاهرة للدخول في مواجه عملية التغيير بالسودان. حتي لا تجد نفسها وقد قطعت شريانها الرئيسي في مستقبل علاقتها التاريخية بالسودان.
احترامي.
م. جبريل حسن احمد