السودان: دعوات للتحشيد القبلي، تزيد من مخاوف من مخاطر الحرب الأهلية في البلاد.!!
السودان: دعوات للتحشيد القبلي، تزيد من مخاوف من مخاطر الحرب الأهلية في البلاد.
بلو نيوز الإخبارية: وكالات-
مقدمة:
مع تزايد القلق من تحول الحرب في السودان إلى صراع عرقي شامل، أصدر ناظر قبيلة الشكرية، أحمد محمد حمد أبوسن، بيانًا دعا فيه أفراد القبيلة إلى حمل السلاح والقتال إلى جانب القوات المسلحة ضد قوات الدعم السريع في منطقة شرق الجزيرة. يعكس هذا البيان التوتر المتصاعد في البلاد، وسط مخاوف من أن يتسبب هذا التصعيد في اندلاع حرب عرقية وحرب أهلية شاملة بين القبائل، مما يعمق الأزمة ويهدد استقرار البلاد.
خلفية الصراع:
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، تشهد البلاد مواجهات عنيفة أدت إلى تدمير واسع ونزوح الملايين. جاء هذا الصراع نتيجة التوترات التي تصاعدت بعد انقلاب عسكري قادته الحركة الإسلامية السودانية، استخدمت فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ضد الحكومة المدنية الانتقالية. تسبب هذا الانقلاب في تقسيم القوات المسلحة إلى قوتين عسكريتين، واحدة (الجيش) مع استمرار الانقلاب، وأخرى اعتذرت عنه (قوات الدعم السريع) وتطالب بالعودة إلى الحكم المدني، ما أدى إلى اندلاع الحرب في الخرطوم في 15 أبريل من العام الماضي، بواسطة القوى المساندة للانقلاب، وانتقالها بعد ذلك إلى حرب شاملة في أنحاء كبيرة من السودان.
بيان ناظر قبيلة الشكرية:
أمس، دعا ناظر قبيلة الشكرية في ولايتي القضارف وكسلا أفراد القبيلة إلى التحرك لنصرة أهلهم في شرق الجزيرة ومساندة الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع، حيث جاء في البيان:
“تهيب نظارة عموم الشكرية لكل أبناء الشكرية بالنظارة الشرقية للتحرك فورًا لنصرة أهلهم بشرق الجزيرة لصد الهجوم الغاشم والوقوف مع القوات المسلحة لصد أي عدوان يتعرض له أهلنا في رفاعة وتمبول، وما النصر إلا من عند الله”.
يأتي هذا البيان في ظل تطورات ميدانية حاسمة شهدتها منطقة تمبول بولاية الجزيرة، حيث هُزم الجيش السوداني على يد قوات الدعم السريع مرتين متتاليتين. وكانت هذه المعارك قد أدت إلى مقتل المئات من الجنود والضباط، بما فيهم العميد أحمد شاع الدين، قائد منطقة البطانة العسكرية.
التصعيد الميداني:
أكدت قوات الدعم السريع في بيان لها أنها تمكنت من صد هجوم الجيش، مما أدى إلى مقتل 370 جنديًا وضابطًا من الجيش، بالإضافة إلى الاستيلاء على 60 عربة قتالية بكامل عتادها. كما أوضحت القوات أن هذه المعركة شهدت خسائر فادحة للجيش السوداني، بما في ذلك مقتل العميد أحمد شاع الدين، الذي كان يقود الهجوم في منطقة تمبول. وأشارت قوات الدعم السريع إلى أن الهجوم كان مدعومًا بمليشيات إسلامية تهدف إلى استعادة السيطرة على المنطقة، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها.
المخاوف من تحول الحرب إلى صراع عرقي:
مع تصاعد النزاع العسكري وتحشيد القبائل على أساس عرقي، بدأت المخاوف تتزايد من تحول الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى حرب أهلية شاملة.
بيان ناظر قبيلة الشكرية يمثل تحريضًا مباشرًا لأفراد القبيلة على حمل السلاح والانخراط في النزاع، مما يزيد من احتمالية تصاعد الحرب إلى صراع عرقي وسط القبائل المختلفة في السودان.
تداعيات البيان:
دعوة ناظر قبيلة الشكرية تمثل تصعيدًا خطيرًا في عملية التحشيد القبلي، الأمر الذي يعزز المخاوف من تحول الحرب إلى حرب أهلية شاملة.
ويخشى مراقبون من تحول المواجهات العسكرية إلى صراع إثني، خصوصًا مع حملات إعلامية منظمة متزامنة معه بواسطة فلول النظام السابق ومنصاتهم الإعلامية التي تروج لخطاب الكراهية والعنصرية.
وحذرت شخصيات سياسية ووطنية وكتّاب من خطورة تحول مسار الحرب الجارية إلى حرب أهلية شاملة، وبالتالي وقوع عمليات إبادة وتطهير عرقي وتفتيت ما تبقى من السودان. وطالبوا جميع الأطراف السودانية الرسمية والشعبية والأهلية بالتحرك بسرعة لوقف هذه الحرب وعدم السماح بانتقالها إلى حرب أهلية شاملة.
خاتمة:
يشكل بيان ناظر قبيلة الشكرية خطراً واضحًا في مسار الحرب الحالية في السودان وتحولها من حرب بين قوات عسكرية وكتائب مسلحة مساندة إلى صراع عرقي وحرب أهلية شاملة.
استمرار هذه الديناميكيات قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتدمير النسيج الاجتماعي في البلاد، مما يضع السودان على حافة الهاوية. لذلك، يجب على القوى الوطنية والدولية التدخل العاجل لوقف هذا التصعيد والحيلولة دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مدمرة.