عقوبات أميركية جديدة ضد “ميرغني إدريس” مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية السودانية .. فمن هو ميرغني؟.

56

بلو نيوز الإخبارية: وكالات-

فرضت الولايات المتحدة اليوم عقوبات على ميرغني إدريس سليمان (إدريس)، أحد كبار القادة في القوات المسلحة السودانية. بصفته المدير العام لنظام الصناعات الدفاعية الذي صنفته الولايات المتحدة، وهو الذراع الرئيسي لإنتاج الأسلحة وشرائها في القوات المسلحة السودانية، قاد إدريس جهودها لشراء الأسلحة وتوسيع نطاق الحرب.

لقد أعطت القوات المسلحة السودانية الأولوية لاقتناء الأسلحة، بما في ذلك شراء الطائرات بدون طيار من إيران وروسيا، بدلاً من الاستجابة لدعوات السلام. وشملت هذه الصفقات تبادل الموانئ بالأسلحة مع روسيا، مما أدى إلى تصعيد وحشية حرب القوات المسلحة السودانية مع قوات الدعم السريع. وقد تميزت هذه الحرب المكلفة بهجمات واسعة النطاق على المدنيين والبنية التحتية العامة. وقد نزح أكثر من 11 مليون سوداني ويواجه أكثر من 21 مليون شخص الجوع الحاد. يستحق الشعب السوداني السلام والعدالة والعودة إلى حكومة مدنية.

وذكرت الخزانة الأمريكية (يأتي هذا الإجراء اليوم في أعقاب العقوبات تشكل جزءًا من جهودنا المستمرة لتعزيز المساءلة لأولئك الذين يغذون هذا الصراع في السودان. ستواصل الولايات المتحدة استخدام الأدوات المتاحة لنا للدفع نحو السلام وفرض التكاليف على أولئك الذين يديمون الصراع ومعاناة الشعب السوداني).

وقد اتخذت وزارة الخزانة الإجراءات وفقًا لـ الأمر التنفيذي رقم 14098″فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف التحول الديمقراطي.

من هو الفريق أول ميرغني إدريس سليمان؟:

تقلد منصب مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية “الإنتاج الحربي السوداني” منذ 7 مايو 2021.

وحصل “ميرغني” على ترقية استثنائية الى رتبة فريق بجهاز الأمن والمخابرات في نهاية عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، وبعد قيام الثورة السودانية التي أطاحت بالبشير في نهاية 2019، وتولي مجلس السيادة حكم البلاد، قام “البرهان” رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، بترقية “مرغني” الى رتبة فريق أول، ليتولى منصب مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية.

وقد أثار هذا التعيين الكثير من الانتقادات، إذ يراه “الثوار” أنه إطاحة بأهداف الثورة، خاصة وان “ميرغني” ياخذ عليه عدم حصوله على أي من الدورات العسكرية المعتادة، بالاضافة الى علاقته الوثيقة بالمخلوع البشير، ومواقفه من التطبيع مع إسرائيل.

في أواخر عهد الرئيس عمر البشير، حصل إدريس على ترقية استثنائية، حيث تمت ترقيته لرتبة فريق بجهاز الأمن والمخابرات، في خطوة إستباقية من المدير الأسبق لمنظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول محمد الحسن عبد الله (شقيق– أسامة عبد الله – المتهم بقضايا فساد كبيرة في عهد البشير)، وكانت هذه الخطوة معروفة وواضحة لإعداد البديل المناسب.

“ميرغني إدريس” ليس لديه سجل وظيفي معروف في القوات المسلحة السودانية، ولا توجد معلومات او مصادر تؤكد حصوله على دورات عسكرية خاصة بالقادة العسكريين، ولا من الأكاديمية العسكرية العليا ولا كلية القادة والأركان، فضلاً عن علاقاته الوثيقة بالرئيس السابق عمر البشير، وكونه من المسئولين عن الملفات السرية للنظام السابق، مع الفريق طه الحسين.

في يوليو 2021، قرر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إعادة ميرغني إدريس للخدمة في المخابرات العامة.

وفي مايو 2021، ترقى لرتبة فريق أول وأصبح رئيساً لمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية.

علاقته بالبرهان:

يُعرف ميرغني إدريس سليمان بأنه رجل البرهان القوي، وشريكه التجاري الوثيق، ويشبه البعض دور “ميرغني” الحالي بدور اللواء عباس كامل، لإحلال كل ما كان في يد المخابرات العامة إلى المخابرات العسكرية، بما في ذلك السيطرة على مطار الخرطوم وصولاً إلى تهريب الذهب.

في أبريل 2019، ضبطت المباحث العامة السودانية، شحنة مخدرات ضخمة على متن طائرة شحن مسجلة بدولة قزخستان، كانت قد حطت بمدرج شركة الصافات للطيران التابعة للتصنيع الحربي لأغراض الصيانة، ويذكر أن مدرج طائرات الصافات منطقة عسكرية، وكانت الطائرة قد أتت مؤخراً في مطار أبيدجان بساحل العاج، حاملة المخدرات، وهذا يعني أنه من المحتمل أن تكون الطائرة قد افرغت حمولتها او بمطار الخرطوم، وهذا يعني تورط نافذين سابقين بالمطار، او تم تفريغ الحمولة بمدرج الصافات وهي منطقة عسكرية ولايمكن تفريغ اية حمولة الا بتعليمات مسبقة

وطالما انها ضبطت بمهبط الصافات فذلك يشير الى ضلوع نافذين عسكريين سابقين في القضية.

واشار مصدر – فضل حجب اسمه- أن اصابع الاتهام كانت تشير الى عدد من الشخصيات وأكد المصدر أن (مافيا) المخدرات العالمية دائماً ما تستغل طائرات الشحن بعد تلقي اشارة من اذرعها بالدولة المستقبلة ومن ثم يتم منح عمولات بملايين الدولارات لتلك الاذرع ويتم وضعها ببنوك خارج السودان باعتبار أن السودان لازال تحت العقوبات الامريكية، فيتم ارسال العمولات ببنوك تركية او اماراتية.

في أعقاب ذلك، أمرت النيابة العامة بحظر النشر في القضية، ويشار إلى أن “مرغني” كان أحد هؤلاء المسئولين العسكريين المتورطين في القضية.

مواقفه حول التطبيع مع إسرائيل:

في 7 أكتوبر 2021، كشفت مصادر دبلوماسية سودانية، أن وفداً سودانياً عسكرياً وأمنياً وصل إسرائيل في زيارة سرية، دون الإفصاح عن أسباب الزيارة، وأوضحت المصادر أن الوفد يضم الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، وكانت مصادر دبلوماسية سودانية قد كشفت في سبتمبر 2021 أن السودان يستعد لتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال شهر أكتوبر، في البيت الأبيض، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، مضيفًا “ما زالت المشاورات مستمرة لاختيار الشخصيات التي ستشارك في حفل التوقيع، إذ يتوقع حضور رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والرئيس الأميركي جو بايدن”.

وتعطي مشاركة البرهان وحمدوك، وفقاً للمصادر، إشارات إيجابية بأن “شركاء الحكم في السودان، على توافق بشأن عملية التطبيع”، ولكن بعض المصادر رجحت اعتذار وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، عن المشاركة بسبب انتمائها السياسي الايدولوجي، لحزب الامة الذي يرفض إقامة علاقات مع إسرائيل، ويعتبرها “مناقضة للمصلحة الوطنية العليا، والموقف الشعبي”.

وأعلن السودان وإسرائيل توصلهما لاتفاق لتطبيع العلاقات، في أكتوبر 2020، برعاية من الولايات المتحدة، ووقع السودان في 6 يناير 2021 رسمياً مع الولايات المتحدة على اتفاقيات أبراهام لإقامة علاقات مع إسرائيل. لكن خطوات تنفيذ الاتفاق كانت أبطأ من وتيرة تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين، اللتين وقعتا “اتفاقات إبراهام” في سبتمبر 2020، وقالت الحكومة السودانية إن الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ “إلا بعد موافقة البرلمان” الذي لم يتم تشكيله حتى الآن.

وفي مايو 2021، اعتبر رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أن عملية التطبيع مع إسرائيل في مصلحة بلاده، مؤكداً أنها ستلتزم بهذا الاتفاق، وذلك في تصريحات لصحيفة معاريف الإسرائيلية خلال أول مقابلة لرئيس وزراء سوداني مع وسيلة إعلام إسرائيلية، وعلى مدار أكثر من ستة عقود ظل السودان وإسرائيل في حالة عداء، لكن مجلس الوزراء السوداني ألغى في أبريل 2021 قانوناً لـ”مقاطعة إسرائيل” كان مطبقاً منذ عام 1958.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *