الحرب “الإثنية” .. ورقة الإخوان الأخيرة بعد هزيمة عسكرية مشهودة.!!
الحرب “الإثنية” .. ورقة الإخوان الأخيرة بعد هزيمة عسكرية مشهودة.!!
إبراهيم مطر .
“والله الدعم السريع ما يقدر على الشكرية”!، قال إخواني “خسيس”، على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ما يقارب العامين على هزائم متتالية للجيش ومليشيات الإخوان وحركات الإرتزاق المسلحة، وداعميهم. كان الإخواني “الضال” يرغي ويزبد، ناسياً أنه ومنذ عامين فقط، كان قد أعلن عن قدرته على حسم معركة كرامة “أحمد هارون” في ست ساعات. وها هو اليوم وبعد عامين من التبجح، يريد أن يختبئ خلف “قبيلة”، مكتفياً من حربه بأن ينفخ في نار الفتنة بينها، وبين قوات نظامية انحازت للسودان المدني الديمقراطي الموحد. فصار كمن قال فيه المتنبئ إمعاناً في السخرية:(ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة/ ليضحك ربات الحجال البواكيا).
سقط “الإخوان” مرة أخرى أمام إرادة الشعب الغلابة وسواعد أبطال الجاهزية، تضيء أرواح شهدائهم الطريق، وتفتح دمائهم الطاهرة طريق الخلاص لشعب السودان، من فقهاء آخر الزمان القتلة. فنظرة بسيطة لأماكن سيطرة كل طرف، توضح ميزان القوى على الأرض، حتى بعد أن استعانت الحركة الأسلامية بالخونة والمرتزقة والدول المارقة، ولا عزاء لصراخ الغرف الإعلامية، التي توزع الأوهام والأكاذيب.
ولما أيقنت الحركة الإسلامية من الهزيمة، ورأوا من بأس “الصفر الرقاق” ما أوهن عزيمتهم وقذف في قلوبهم الرعب، وجعلهم يحسبون ألف حساب لمغامراتهم العسكرية، لجأوا للخطط “الجبانة”، والتي لا تكلف سوى “الخسة”، وسوء الطوية، كان أولها محاولة تحويل الحرب إلى حرب “إثنية” يكسر فيها “فخار أهل السودان بعضه”، ليعود إخوان الشياطين للسلطة على أسنة الرماح، وفوق الأشلاء والجماجم.
ودعا الإخواني حفيد ناظر قبيلة الشكرية في ولايتي القضارف وكسلا، أفراد القبيلة إلى “التحرك لنصرة أهلهم في شرق الجزيرة”، ومساندة “”الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع، لصد أي عدوان يتعرض له “أهلنا” في رفاعة وتمبول، وما النصر إلا من عند الله”.
ومن الغرابة أن يسعى أحدهم للزج بقبيلته – المسلحة بالعربات المدنية وبنادق الكلاشنكوف – لقتال قوات هزمت الجيش السوداني بطائراته وألغامه المزروعة وآلياته الثقيلة في معركتين خلال 48 ساعة. قتل فيها المئات من جنود الجيش وضباطه، بما فيهم العميد “أحمد شاع الدين”، قائد منطقة البطانة العسكرية.
ما أراد هؤلاء المسيلميون إلا ضرب النسيج الاجتماعي للسودان في حمى هروبهم إلى الأمام، بعد اندلاع معركة استسهلوا إشعالها، ولما حمي وطيسها عادوا إلى ما قاله عنهم شيخهم الراحل في لحظة صدق نادرة:(ساعة السلم تجدهم متزينين بالنياشين والأنوطة بطراً ورياء الناس، وحينما تندلع الحرب يقولون:”جيبوا أولادكم – يضحك – القتلى في سبيل الله ديل منكم انتو “). ومن شهد عليه عرابه وصانعه فما ظُلِم.
حدد الدعم السريع عدوه غير مرة بإخوان الشياطين وحلفائهم، وأدان قائده الانتهاكات على المدنيين، وشكل لجنة للحد منها برئاسة لواء، قبل أن يشكل قوات خاصة بحمايتهم، فضلاً عن أن الدعم السريع نفسه لم يهبط على السودانيين من السماء في الخامس عشر من أبريل، فقد عرف الناس فضله من أقصى غرب السودان وحتى بورتسوان الملوثة اليوم بجيف الإخوان الحية، حيث عملت قوات الدعم السريع على حل النزاعات القبلية والإثنية. حقنت الدماء، وحافظت على النسيج الاجتماعي، وأخمدت فتن الاستخبارات العسكرية لإخوان الجيش، التي دأبت على صناعة النزاعات، وبث بذور الفرقة والشتات بين السودانيين.
لكن مما يحمد لقيادات الإدارة الأهلية السودانية الأصيلة، إنها لا تلتفت لإرجاف المرجفين، ولها من الحكمة ميراث يقيها شر التعجل المتهافت على إزهاق الأرواح، إرضاء لشيطان الحركة الإسلامية المتعطش لدماء السودانيين، أما الإخواني حفيد أبسن الذي يدعوا الشكرية لقتال الدعم السريع فلن يتقدمهم، لأن الجبن في عناصر الحركة الإسلامية أصيل، ولم يحدث في تاريخهم أن خاضوا حرباً بأنفسهم إلا مختبئين خلف الجيش، أو تمثيلاً أمام الكاميرا في “جناين بتري”، يصورون حلقة لبرنامج في ساحات الفداء، فكأنما نزل فيهم قول الله تعالى:(لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)، أو جاء فيهم قول الإمام علي بن أبي طالب:(استنفرتكم صيفاً فقلتم لا ننفر في الحر، واستنفرتكم شتاءً فقلتم لا ننفر في القر، فإذا كنتم من الحر والقر تفرون، فأنتم والله من الصيف أفر)