يتسلحون ويتوعدون .. ثم يتباكون .. أنهم “الفلول” يا سادة .. الحقيقة “الكاملة” لحادثة “قرية السريحة”.
يتسلحون ويتوعدون .. ثم يتباكون .. أنهم “الفلول” يا سادة .. الحقيقة “الكاملة” لحادثة “قرية السريحة”.
عدلان مصطفي عمر
بعد فشل «جيش على كرتي» في هزيمة قوات الدعم السريع وخاصة بعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها والضربات الموجعة التي تلقاها في أكثر من 100 معركة، عاد الكيزان لخططهم الجهنمية فقاموا بجلب معاشي الجيش ومن ثم كتائب البراء والبنيان المرصوص وغيرها من الكتائب الجهادية الداعشية، وعندما لم تستطيع تحقيق أي نصر لجأوا لإرغام مرتزقة حركات دارفور للقتال بجانبهم ولكنها لم تحقق لهم أيضا نصراً، واخيراً قرر الكيزان إشعال الحرب الأهلية عبر تسليح القبائل والمجموعات السكانية للزج بحرب لا تبقي ولا تذر ، ولكن قادة القبائل أفشلوا مخطط الفلول بعدم الاستجابة، وهنا كانت استجابة (عناصر الكيزان وكتائبهم في بعض القبائل) لكنهم عمدوا على تصوير ذلك بأن القبائل استجابت وهو كذب وهراء.
وبناء على ما سبق صور الكيزان للناس بأن ما حدث بقرية السريحة وقبلها ود النورة بأنها حرب ضد المواطن وهو كذب مفضوح وواضح، وجميع ما حدث بهذه القرى هو مواجهة مسلحين من كتائب وتشكيلات الكيزان لقوات الدعم السريع ولعل ما يؤكد ذلك حديث البرهان أمس الذي توعد فيه بمواصلة الحرب ضد «قوات الدعم السريع»، رفضاً التفاوض معها، ومؤكداً أن لقاءه الوحيد مع هذه القوات سيكون عبر ميدان القتال. وأضاف البرهان، في خطاب جماهيري بمنطقة البطانة، أن الجيش على استعداد لتسليح كل من أراد أن يتسلح من المدنيين، مشيراً إلى أن الجيش قد فعل ذلك من قبل مع مجموعات أخرى من المدنيين.
وعليه وما حدث بالجزيرة وحسب معلوماتي المؤكدة وأنني أعرف جغرافية وسكان المنطقة وتفاصيل حياتهم، فإن شرق الجزيرة ظلت في أمن وسلام رغم الحرب ووقوعها تحت سيطرة قوات الدعم السريع طوال الفترة الماضية منذ بداية الحرب، ولكن أزرع الكيزان وبعد سحبهم لكيكل الذي نفذ لهم أجندتهم داخل قوات الدعم السريع بالجزيرة وما صاحبها من انتهاكات، وبعد فشلهم في خطة استلامهم لود مدني عبر كيكل، ذهبوا لتسليح المواطنين لمواجهة الدعم السريع ولكن المواطنين لم يستجيبوا إلا «عناصر الكيزان بشرق الجزيرة»، وهنا نقول اولاً «الماتو ديل كلهم حاملين سلاح ومستنفرين وكتايب براء» ثانياً، تم فتح مخازن السلاح والبرهان سلح المستنفرين امام الاعلام، ثالثاً، من تسلحوا واجهوا الدعم السريع بالسلاح والطبيعي ايضاً يواجههم بالسلاح، رابعاً، الكيزان عاوزين يتاجروا بالحادث ويعملوا تعبئة ضد الدعم، خامساً، يجب على الدعم السريع إن لا يتهاون مع ظلاميي المؤتمر الوطني وجماعة الأخوان الذين يسعون بكل ما طاقتهم لحرق البلاد.
ورسالة خاصة لأهلي بالجزيرة أقول الأتي: نصيحة مني لكم كأبن وأعلموا جيداً نحن مواطنين مثل بقية أهل السودان ونقف على مسافة واحدة من الحرب العبثية، ولن ننجر للقتال بجانب أي أحد، وليكن معلوم لديكم أن القانون الإنساني الدولي وبروتوكولات جنيف الأربعة الإضافية ذات الصلة، في الشق المعني بحماية المدنيين، لا تحمي ابداً المواطنين حملة السلاح جهرا، بما في ذلك المدنيين المستنفرين تحت دواعي الكرامة …الخ
وقد اعتمد القانون الإنساني الدولي وضعين فقط فيما يتعلق بتوصيف الأشخاص أثناء النزاع المسلح وهما: الفرد المقاتل وهو حامل السلاح جهرا اي كان، وغير المقاتل وهو المدني الذي لا يحمل سلاحا لذلك ستسقط الحماية عن أي مدنى مستنفر حامل للسلاح لأنه يعد (مقاتل) وبالتالي فإنهم يشكلون أهدافًا عسكرية مشروعة في أوقات النزاع المسلح.
ولذلك على العقلاء ألا يستجيبوا إلى دعوات الاستنفار التي ينشط فيها طرفي النزاع وخاصة الكيزان تحت اي ذرائع ومبررات هنا وهناك كما على قيادة المجتمعات مسؤولية توعية المواطنين البسطاء !!
ان تسليح المواطنين تحت أي دوافع في محصلته النهائية هو الوقود المغذي للانقسام الاجتماعي والعرقي والجهوي وسيادة خطاب الكراهية . الأمر الذي يجعل العيش المشترك المستقبلي امراً مستحيلاً حتى بعد انتهاء النزاع المسلح!!
والله على ما أقول شهيد
اللهم أني بلغت.