“تسليح” قرى جنوب وشمال ووسط الجزيرة .. خطوة الحركة الإسلامية القادمة.!!
“تسليح” قرى جنوب وشمال ووسط الجزيرة .. خطوة الحركة الإسلامية القادمة.!!مجدي أبو القاسم التوم
المخطط الذي تقوده استخبارات الجيش و”لجنة أمن المناقل”، بتسليح مواطني قرى شمال ووسط الجزيرة والحصاحيصا وأبوقوتة – والذي لم يعد سراً – هو أمر بالغ الخطورة على مواطني تلك المناطق، وينذر بالشر المستطير. إذ شرعت أجهزة الأمن والاستخبارات بأوامر عليا من قيادة الجيش والحركة الاسلامية ببورتسودان، في تسليح المواطنين في شمال ووسط الجزيرة ضمن مخطط متكامل، لوضع المواطنين في مواجهة جديدة مع قوات الدعم السريع.
استفادت الحركة الإسلامية التي يقاتل الجيش إلى جانبها من دماء مواطني “شرق الجزيرة” إعلامياً، ووظفت أوراحهم في مكسب إعلامي بسيط، لا يستحق أن تزهق من أجله الأرواح، لكنه مكسب على كل حال. وها هم المسيلميون يتلمظون للدماء مرة أخرى، طالما أنها لن تكون دمائهم، بل ستكون دماء آخرين مغرر بهم، يتوهمون قدرتهم على منع جيش الحركة الإسلامية المتداعي من السقوط.
وانتشرت تسريبات فحواها أن اجتماعاً ضم والي الجزيرة وما يسمى بـ “المقاومة الشعبية” وجهازي المخابرات والاستخبارات عصر اليوم الأثنين مع كوادر المؤتمر الوطني، أقر تسليح المواطنين في قرى جنوب الجزيرة والحصاحيصا وأبو قوتة، بمزاعم حماية العرض والمال.
ويرمي المخطط الذي تقوده “لجنة أمن المناقل” بقيادة الوالي السابق، إلى تكرار سناريو أحداث “شرق الجزيرة”، إذ تم رصد عمليات تسلل وتسليح لمواطني قرى “السديرة الشرقية”، والغربية شمال الجزيرة، حيث تم تهريب السلاح بواسطة عناصر المؤتمر الوطني ” المحلول”.
وبالطبع فلا أحد سيتمكن من تغيير هذه المعادلة إلا المواطنين أنفسهم، إن نأوا بقراهم عما تحدث الحرب من خسائر في الأرواح والممتلكات، وما تترك خلفها من دمار. إذ لن تتوانى الحركة الإسلامية في محاولة تسليح وتجنيد أكبر عدد كدروع بشرية تقيها شر دخول قوات الدعم السريع لولايات نهر النيل والشمالية وولايات الشرق، وسبق وأن قال مساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا في تصريحات علنية، أنهم لا يمانعون في حربهم هذه من تجنيد حتى الأطفال. وكذلك لا يمكنك أن تقنع قوات الدعم السريع بالانتحار على يد المقاومة الشعبية، مخافة أن يتذرع الإسلاميون بذريعة قتل المدنيين، بل ستستمر هذه الدائرة الجهنمية إلى أن يكف الناس عن لعب دور المغفل النافع، وينأوا بأنفسهم عن أن يكونوا مطية لإخوان الشياطين.
وعلى الجانب الآخر يبذل عدد من قادة الدعم السريع الميدانيين ومنهم “المك أبو شوتال”، جهوداً كبيرة في اتجاه حقن الدماء، والتفاوض مع المواطنين المغرر بهم على قاعدة “سلموا السلاح نتكفل بحمايتكم”، وبالفعل نجحت هذه الجهود في عودة عدد من القرى للحياد المدني “الطبيعي”، تجاه صراع بين فصيلين مسلحين، في وطن منكوب بأراذل القوم من الإخوان القتلة.
يعود مبدأ الأمر ومنتهاه في صراع الجزيرة إذن إلى حكمة العقلاء، والإدارات الأهلية الأصيلة من أبناء تلك المناطق المستهدفة، فإما أن يحذوا حذو من تخلى عن السلاح ونأى بنفسه عن المعركة، وحقن دماء أولي القربى، أو أن يجد خبث الحركة الإسلامية طريقاً لعقولهم، فيتحولوا إلى مجرد مادة إعلامية كذوبة عن استهداف الدعم السريع للمدنيين في وسائط التواصل الاجتماعي، ينعق بها غربان الإخوان ليومين أو لثلاثة أيام على الأكثر، قبل أن يتحول عنهم “الترند”، في حرب يتغير “الترند” فيها في كل يوم، وفي كل وقت وساعة.