إلى “علي كرتي” وعصابته .. خذوا كفايتكم من دمائنا فلن تحكمونا من جديد.!!

115

إلى “علي كرتي” وعصابته .. خذوا كفايتكم من دمائنا فلن تحكمونا من جديد.!!
ابراهيم مطر

(لن ننصاع لدعايتكم الإعلامية المنحطة، ولن نبدل واقعاً تتساقط فيه جثث منسوبيكم أمامنا تشفي صدور ضحاياكم ممن غشيتهم غاشية ظلمكم، بمستقبل ترسمون ملامحه أنتم. لن نسلمكم رقابنا للذبح رضوخاً لابتزازكم لنا بمزاعم الوطنية الكذوب والانتهاكات المصنوعة بأيديكم. لن نقف في طريق أول حل حاسم يعترض طريق مسيرتكم الضالة، والذاهبة إلى الفناء بأمر شعبنا، لنشتري منكم الوقوف خلف جيش “مسيس” خؤون، يُغتال ضباطه بليل، ويُنشر فيه فيديو لاستشهاد أحد ضباطه، كان هو دليل اغتياله الوحيد، على يد رفاق السلاح).
ونون الجماعة هنا ترجع لمواطنين سودانيين صارعوا إخوان الشياطين لسنوات، ديسمبريين وحواريين للتغيير والحكم المدني الديمقراطي، جرحى من لجان المقاومة، وناجين من التعذيب في بيوت الأشباح وغيرهم، واكتسب هؤلاء في صراعهم مع الحركة الإسلامية خبرة ودراية، أوصلتهم إلى اليقين التام بأن نهاية السودان كدولة، وإبادة عدد من مكوناته الإثنية جماعياً، تكمن في انتصار الحركة الإسلامية في حربها المجنونة هذه، والتي أشعلتها دون أن تحسب حساباتها جيداً، مدفوعة بـ”رغبة شديدة في الانتقام” من السودانيين، ظنوها كافية للانتصار، وملأ قادتها الفضاء بالوعيد بالويل والثبور لقطاعات واسعة من المجتمع. لكن كل ذلك تبخر بالطبع في ميدان القتال، حيث تذهب الأقوال جفاء، وتبقى الأفعال هي مقياس كل عيب ومزية، وانهزم الكيزان شر هزيمة، ولم يبق لهم سوى محاولة كسب المعركة بغير فوهة البندقية، وهو ما لا يجب السماح به في كل الظروف والأحوال.
لسنا فاقدي البصيرة لنتبعكم تحت مزاعم دعم جيش “مخصي” يستجدي المدنيين الدفاع عنه بعد أن فر إلى الشرق البعيد، وانتهى الأمر ببعض جنوده بالهروب إلى دول الجوار ليسلم سلاحه، في مشهد كثيراً ما استخذى منه السودانيون، ونظموا في ذمه الأشعار.
سنقاتلكم بلا هوادة، حتى لو كنتم مسخاً خرافياً لعين، متعدد الأشكال والملامح، كون رائحته العطنة والكريهة، لم تفارق منا العقل والذاكرة، حتى لو اتخذتم شكل حركات الإرتزاق المسلح، أو لبستم لبوس اليساريين الكذبة، أو تنكرتم في هيئة عنصريين من مرضى النفوس. سنقاتلكم ولو رهنتم أجزاءً من البلاد لمستعمر قديم، أو استدعيتم الأجنبي ليقتل الأمهات والأطفال حديثي الولادة في المستشفيات. سندفن قتلانا ونداوي جرحانا ثم نعود لقتالكم، لا نرجو منكم رحمة ولا إشفاقا. قال “حميد” طيب الله ثراه وعطر ذكره:(يا أرذلاً رعديد/ يا أبخس الأنجاس/ وسع مجاري الدم/ زيد السجن ترباس/ كان تنهري وتنغاظ/ عبد اللطيف والماظ/ ما حرضم نخاس).
ولأننا نعلم إن حربنا معكم “حرب وجود”، فإننا لم ننشغل بذرف الدموع على دمائنا التي سفكت في مطابخ الحلفايا الجماعية، ولا تلك التي سالت على الرمال في مناطق تعدين الذهب، لن يثنينا قتلكم لنا على الهوية، أو الموت تحت التعذيب في معتقلاتكم السرية، وقد جربتم كل ذلك ووجدتم فينا شجاعة عند اللقاء وثباتاً عند الأسر والاعتقال، أجبركم على الاعتراف برفعة مقام أولئك الغر الميامين من أبناء الشعب السوداني، مقاتلي قوات الدعم السريع الأبطال.
نحن كمواطنين رأوا بأم أعينهم ماذا يعني صعودكم إلى السلطة يا “علي كرتي” مع الدعم السريع في قتالكم إلى أن يكتب الله لنا النصر، لأننا نعرف جيداً ماذا يعني أن تتمكن عصابة دينية متطرفة عابرة للحدود من رقاب الأبرياء. حفظناكم عن ظهر قلب، خبرنا كافة الخدع والأحابيل، وأطلقتم أنتم لخيالنا العنان في تصور ما أقدمتم عليه من جرائم لم نشهدها، ولذا لم يعد يخيفنا من جانبكم شيء، موقنين بنصرنا الذي نراه رأي العين بعد أن توقفتم عن الدخول في المعارك، واكتفيتم بإرسال المغيبين للموت نيابة عنكم بعد تسليحهم، تصنعون من دمائهم مادة إعلامية للتعمية على هزيمتكم بالحديث عن انتهاكات ضد مدنيين، على الرغم من أنكم سبق ونشرتم فيديوا لهؤلاء المدنيين المسلحين، وهم يحتفلون بهزيمة مفرزة من قوات الدعم السريع، والاستيلاء على مدفع ثنائي منها، وحبل الكذب قصير.
لن تلهينا غرفكم الإعلامية التي تناسلت كجراد صحراوي على الأسافير، ولا مقدار الأكاذيب التي تخرجها في الدقيقة الواحدة. روجوا ما تشاءون فالكذب بلا أقدام، ويقيننا من تخطيطكم لذبحنا عن آخرنا إن تراخينا في قتالكم، يهدينا في تعاملنا معكم سواء السبيل.
لن نحفل بتبعية العوام ممن لم يعوا الدرس من عقود تسلطكم المظلمة، لن ندينهم أو نحكم عليهم كونهم سلكوا سلوك العامة عند الأزمات، واختزلوا حربكم في أمول وممتلكات فقدوها جراء الصراع، أو لم تتضح عندهم الرؤيا بعد نتيجة لوقوعهم في شرك خداعكم وأذاكم الذي دائماً ما تكونون أجبن من الاعتراف به فتنسبونه لآخرين. لن نعير كبير اهتمام إلى أن الاستخبارات العسكرية كانت ولا تزال مصنعاً للفتن القبلية والحروب الإثنية والعنصرية، وإنها كثيراً ما كانت تسلح طرفي الصراع وتجلس في مكان بعيد لتتفرج على الجثث والأشلاء، في معنىً دقيق للخيانة العظمى، لكننا سنتدبر أمرنا، ونستعد لقتالكم في اليوم التالي.
لا خيار لنا غير الانتصار في هذه الحرب التي أشعلتموها وفرضتموها علينا، وأعلنتم أن هدفها الأسمى هو القضاء علينا وتطهيرنا عرقياً وإقامة دولة في السودان على نمط الدولة الإسلامية في “الرقة “السورية قال الشابي”إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”، وقدرنا إما أن نحيا بالنجاح في القضاء عليكم، وإما أن تنجحوا في استئصالنا بحسب ما أعلنتم غير مرة، ومن أٌقوالكم المعلنة ندينكم دون شبهة تجني.
لن تثنينا في حربنا معكم غواصاتكم في الأجسام المدنية، ولا انتحالكم صفة نقابات واتحادات مهنية. لن نشعر بالحسرة لخيانة رفاق ساروا معنا جزءً من الطريق ممن زاغ بصرهم لقاء مغنم أو لمحض حقد وحسد. أما من انطلت عليه حيلتكم وعجز عن فهم ما تصنعون من مؤامرات، فلن نمل تحذيرهم من خطر انتقامكم القديم المتجدد. قال أمل دنقل:(قلت لكم مرارا/ إن الطوابير التي تمر في استعراض عيد الفطر والجلاء/ فتهتف النساء في النوافذ انبهارا/ لا تصنع انتصارا/ إن المدافع التي تصطف في الصحارى/ لا تطلق النيران إلا حين تستدير للوراء/ إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء/ لا تقتل الأعداء/ لكنها تقتلنا إذا رفعنا صوتنا جهارا/ تقتلنا، وتقتل الصغارا).

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *