قيادي ب”الشعبية” جناح عقار .. يهاجم الحركات المسلحة ويصف مواقفها بالانتهازية السياسية.!!

10
Mohammed A. Ibrahim

(الحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش السوداني، لا تختلف عن حزب المؤتمر الوطني المحلول، وهي تجسد مظاهر الانتهازية السياسية).

بلونيوزالإخبارية: وكالات — أثار مقال للقيادي بالحركة الشعبية جناح مالك عقار، محمد عبدالله، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية السودانية بعد نشره في عدد من الصحف الإلكترونية، المقال الذي جاء تحت عنوان “السودان.. بين عبث التحالفات المدمرة وإرادة الثورة التي لا تنكسر”، انتقد بشدة الحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش السوداني، واصفاً إياها بأنها لا تختلف عن حزب المؤتمر الوطني المحلول وأنها تجسد مظاهر الانتهازية السياسية.

موقف مخالف لتوجهات الحركة الشعبية.

يعتبر محمد عبدالله من قيادات الحركة الشعبية، وكان قد شغل منصب سكرتير مكتب مالك عقار بالقصر الجمهوري عقب توقيع اتفاقية سلام جوبا، بالإضافة إلى عمله في جنوب كردفان قبل اختفائه مع اندلاع الحرب، ورغم انتمائه للحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، فإن مقاله يعارض صراحة الخط السياسي لرئيس الحركة الذي يدعم استمرار الحرب وانحيازها إلى جانب الجيش السوداني.

انتقادات لاذعة للجيش والحركات المسلحة.

في مقاله، وجه عبدالله نقداً حاداً للمؤسسة العسكرية السودانية، مشيراً إلى أنها امتداد لعناصر تنتمي للحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول، وقال: “لا يمكن التغاضي عن حقيقة أن لا فرق يذكر بين حزب المؤتمر الوطني المحلول وقيادات المؤسسة العسكرية السودانية، التي تضم الجيش والأمن والشرطة، إلى جانب كتائب الإسلاميين والمليشيات المختلفة. هذه الكيانات أسهمت، طيلة أكثر من ثلاثين عامًا، في تدمير السودان وتأخيره عن ركب الأمم، وقتل وتعذيب وتشريد الملايين.”

كما انتقد الحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش، قائلاً: “الحركات المسلحة التي تقاتل جنبًا إلى جنب مع الجيش السوداني أثبتت أنها لا تختلف كثيرًا في نهجها الانتهازي عن نظام الإنقاذ المباد، هذه الحركات، التي تزعم أنها تخوض حرب الكرامة، انخرطت في الحرب لتحقيق مصالح شخصية ضيقة ومكاسب رخيصة لا تمت للكرامة أو الوطنية بأي صلة.”

دعوة لوقف الحرب والانحياز للثورة.

وفي ختام مقاله، شدد عبدالله على أن التحالف بين الجيش والحركات المسلحة يمثل ائتلافاً يعتدي على تطلعات الشعب السوداني وثورته المجيدة. وأكد ثقته في إرادة الشعب السوداني، قائلاً: “رغم هذا الواقع المؤلم، نحن على ثقة بأن إرادة الشعب السوداني التي انتصرت على نظام المؤتمر الوطني ستنتصر مجددًا على هذه الحرب العبثية. ثوار ديسمبر الذين أسقطوا نظامًا متجذرًا في الظلم والفساد، قادرون على الوقوف في وجه تجار الحروب وأصحاب المصالح الضيقة، وسيواصلون نضالهم من أجل إيقاف الحرب وبناء السودان الجديد.”

وألقى هذا المقال الضوء على تصدعات داخل الحركة الشعبية، حيث يمثل محمد عبدالله وآخرون تيارًا رافضًا للحرب، مثل نائب والي جنوب كردفان السابق محمد علي، الذي استقال في وقت سابق احتجاجًا على دعم مالك عقار لاستمرار القتال، ويُتوقع أن تكشف الأيام القادمة المزيد من التفاصيل حول الصراعات الداخلية داخل الحركة الشعبية.

يأتي هذا الموقف في وقت تتصاعد فيه الأصوات الرافضة للحرب داخل السودان، وسط دعوات لإيقاف النزاع المسلح والبحث عن حلول سياسية تنهي معاناة الشعب السوداني وتعيد الاستقرار للبلاد.

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *