الكلية الحربية لمواطني جنوب كردفان/ جبال النوبة: امنحونا أبناؤكم كي ندربهم على قتلكم!!

22
الكلية

الكلية الحربية لمواطني جنوب كردفان/ جبال النوبة: امنحونا أبناؤكم كي ندربهم على قتلكم!!

سعد الدين الماحي

حدثان كانا الأبرز في بحر هذا الإسبوع. أما الأول فهو منع القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش، مواطني الفاشر والمخيمات المجاورة لها، من الخروج من مناطق الاشتباكات إلى مناطق آمنة لحد تقييد بعضهم بالسلاسل! وأما الثاني، فهو فتح باب التقديم للكلية الحربية في كادوقلي لأول مرة منذ الاستقلال، للزج بأبناء جنوب كردفان وجبال النوبة في محرقة الحرب، بعد أن استيأست الحركة الإسلامية من القتال، وركنت إلى جبنها المعهود تحت عنوان “فقه ادخار القوى”، لصاحبه علي عثمان محمد طه.

 

فأما اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية فهو مما لا يرف له جفن “بني كوز”، طالما أن الضحايا ليسو من أهليهم المقربين، بل من قوم يفترضون فيهم الدونية، والغباء، فيصنعون منهم جنوداً يتم استخدامهم كحطب نار، ووقود معركة على طريقة “فخار يكسر بعضه”، كيما ينعم “علي كرتي” ورفاقه في تركيا بالمزيد من أموال السودانيين المنهوبة، ويشفي الإخوان غليل انتقامهم من السودانيين بالتسلط عليهم وإذلالهم بإقامة دولة على أسنة الرماح في الشرق والشمال، تسبح بحمد الولي الفقيه في إيران.

 

لكن ما بال قادة القوات المشتركة من لدن ”جبريل ومناوي”، يشاركون في منع مواطنيهم من التحرك باتجاه الأمان؟ بل لنقل بني جلدتهم وعشيرتهم الأقربين بعد أن أقرت حكومة بورتسودان قانوناً جديداً للفصل العنصري في القرن الواحد والعشرين! بم كانوا يفكرون وهم يرتكبون هذه الجرائم بحق الأهل والعشيرة؟ ما تبريرهم لاتخاذ إخوتهم أعداء من دون الكيزان؟ وهل سيطالبون بحق تمثيل أهلهم/ ضحاياهم هؤلاء في المستقبل حينما تذهب السكرة وتأتي الفكرة؟ أسئلة تقف في عناد أمام ما تعارف الناس عليه من فطرة بشرية سليمة، أثبت قادة المشتركة إنها لا تقف عائقاً أمام المجرمين.

 

وأما فتح باب التجنيد للكلية الحربية في كادوقلي فينبئك إن إخوان الشياطين هؤلاء، ما زالوا يتعاملون مع السودانيين بذات الطريقة في حقبة ما قبل الانترنت، ويظنون أن ذات الحيل القديمة والتي عفا عليها الزمان، ستنطلي على الجميع مرة أخرى، على الرغم من وضوح كل شيء، وعلى الرغم من دماء  جندي الجيش “النوباوي” المسفوكة الذي أعدم – لمجرد تواصله هاتفياً مع أهله – بتهمة التخابر، بينما حُمل كيكل “الجلابي” على الأعناق، وهو من أسقط فرقة مدني العسكرية، وحدثت في عهده أسوأ انتهاكات الجزيرة، دون أن يأخذ عليه إخوان الشياطين مأخذاً.

 

وكرد فعل على فتح باب التقديم للكلية الحربية في كادقلي نظم أبناء الإقليم حملة مناهضة للتجنيد في وسائط التواصل الاجتماعي، حملت شعارات من قبيل ”لا للزج بأبنائنا في المحرقة”، و”لا للتجنيد في جيش الدولة العنصرية” و”لسنا فلنقايات نبيض وجه قاتلنا”، وكتب ابن الإقليم اسماعيل هجانة: “إن إعلان ما تُسمى بالكلية الحربية، التابعة للجيش المليشي – لأول مرة في تاريخ السودان – عن فتح باب التجنيد في جنوب كردفان/ جبال النوبة،  هي محاولة فاضحة ويائسة، لإضفاء شرعية على مؤسسة بُنيت على الإقصاء والاستعلاء والعنصرية. هذه الكلية التي ظلّت لعقود مغلقة في وجه أبناء الهامش، لا تفتح أبوابها اليوم حباً ولا تكافؤاً، بل تبحث عن دماء جديدة لتُبيض بها صفحاتها السوداء”، مشدداً على إن “جبال النوبة ليست مخزناً للجنود”.

 

ومن عجائب حرب أبريل السبعة، إنه وعلى الرغم من الاعتقالات وأحكام الإعدام الجزافية، والقتل على العرق واللون والجهة التي طالت مواطني الغرب والجنوب في العاصمة وولايات الشرق والشمال، وعلى الرغم من غرف الفلول الإعلامية الإخوانية التي تكاثرت كالجراد تبيع الناس عنصرية وحقداً وضغينة، وتصف أهل جنوب كردفان وجبال النوبة بما يعف اللسان عن ذكره، وتدعوا لإلقاء البراميل عليهم صباح مساء، تصر الحركة الإجرامية على أن تكرر الخدعة للمرة المائة، حتى بعد أن دخلت في علم الكافة، راجية أن تنطلي مرة أخرى على الناس! ومن نافلة القول الحديث عن إن مهمة كهذه هي غاية في الصعوبة، إن لم تدخل في قائمة المستحيلات.

 

على الحركة الإسلامية أن تعود للاستعانة بمرتزقة “التقراي” إن كانت تعاني من شح الجنود، أما هذا الترميز التضليلي “علوق الشدة” في زمن الحرب على حساب دماء أبناء الهامش، فلن تظفر من ورائه بطائل. ألا لعن الله إخوان الشياطين.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *