بعد هزيمة الجيش في أم كدادة .. حملة لاستخبارات الجيش عبر عناصر من “البرتي” داخل الحركة الإسلامية

الفاشر – بلو نيوز الاخبارية
في تطور جديد يعكس تصاعد المعركة الإعلامية في السودان، كشفت مصادر مطلعة عن مخطط تقوده الاستخبارات العسكرية بالتعاون مع قيادات داخل الحركة الإسلامية، يهدف إلى إطلاق حملة دعائية تستهدف قوات الدعم السريع، وذلك عقب فشل ما سُمي بـ”مخطط المقاومة الشعبية” في صد تقدم قوات الدعم السريع وسيطرتها على مدينة أم كدادة، وما أعقب ذلك من هزائم فادحة لحقت بالجيش ومرتزقة الحركات المسلحة المتحالفة معه.
ووفقا للمصادر، فقد صدرت توجيهات مباشرة لمجموعة من أبناء قبيلة البرتي المنتمين للتنظيم الإسلامي بعقد مؤتمر صحفي في الأيام المقبلة، يتضمن إطلاق اتهامات ممنهجة ضد قوات الدعم السريع، وترويج مزاعم غير موثقة بهدف تشويه صورتها أمام الرأي العام المحلي والدولي. وتُعد هذه الخطوة محاولة جديدة لاستعادة الزخم الإعلامي بعد الانكسارات المتلاحقة التي مني بها الجيش، وتعثر مخططات الاستنفار الشعبي.
وتشير المعلومات إلى أن الجهات المنظمة للحملة تعمل حاليا على استقطاب شخصيات قبلية من داخل قبيلة البرتي، عبر الإغراءات المادية والوعود السياسية، لتوظيفها في حملة تشهير تستند إلى الخطاب القبلي وتحاول إعطاء غطاء اجتماعي لتحركات سياسية وعسكرية بحتة.
في المقابل، أكدت المصادر أن شريحة واسعة من أبناء البرتي تعارض هذا التوجه، وتعتبر أن الزج باسم القبيلة في الصراعات السياسية والعسكرية يمثل استغلالًا مرفوضًا، خاصة من قبل جماعة إسلامية كانت سببًا رئيسيًا في إذكاء الفتن القبلية ونهب موارد السودان وتهميش مناطق الهامش، بما فيها المناطق التي تقطنها قبيلة البرتي.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس حجم الارتباك داخل بنية النظام القديم، خاصة بعد تراجع نفوذ الإسلاميين وفقدانهم السيطرة على الأرض والمجتمع، مما يدفعهم إلى استخدام أوراق خطيرة مثل إثارة النعرات القبلية في محاولة يائسة لإعادة التموقع السياسي.
وفي ظل استمرار النزاع المسلح وتعقّد المشهد السياسي، يتجدد التأكيد على ضرورة وحدة الصف المدني وتماسك النسيج المجتمعي، لمجابهة محاولات التفكيك التي تقودها بقايا النظام السابق باستخدام أدوات التخويف والفتنة.