معركة أم كدادة .. جيش الحركة الإسلامية يولي الدبر وينتظر ثمار الأكاذيب!

معركة أم كدادة .. جيش الحركة الإسلامية يولي الدبر وينتظر ثمار الأكاذيب!
سعد الدين الماحي
الحملة الإعلامية التي تقودها استخبارات الجيش السوداني بتزوير شهادات منتحلة عن ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات بحق المدنيين في “أم كدادة” أملاً في أن يزيد ذلك من احتمالات أن تطال الدعم السريع العقوبات، لا تعدو كونها “زوبعة في فنجان”، و”حيلة عاجز”.
فبعد أن فشل مخطط الأنجاس في تكوين مليشيا جديدة تحت عنوان “المقاومة الشعبية” – المفترى عليها – في المنطقة، فروا منها، ووجهوا عضويتهم
بتنظيم حملات إعلامية “كذوبة”، تتضمن شهادات ضد قوات الدعم السريع. وكالعادة يريد الإخوانيون أن يحرروا بافتراءاتهم، ما عجزوا عن تحقيقه في الميدان، حينما ولوا الدبر، ودخلت قوات الدعم السريع “أم كدادة” على رؤوس الأشهاد.
إذ جاء في الأخبار نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الاستخبارات العسكرية للجيش والحركة الإسلامية المتحالفة معها، أصدرت توجيهات لمجموعة من أبناء قبيلة “البرتي” داخل التنظيم الإسلامي، بعقد مؤتمر صحفي، وإلصاق تهم كاذبة بقوات الدعم السريع، وذلك بعد تحرير مدينة “أم كدادة” وهزيمة الجيش ومرتزقة الحركات، وفشل مخطط الاستنفار وما يسمى بالمقاومة الشعبية.
وأفادت المصادر أن بعض أبناء قبيلة “البرتي” المنتمين للحركة الإسلامية، يعملون على “شراء” بعض الأشخاص داخل القبيلة، لتوظيفهم لخدمة أجندة الاستخبارات العسكرية، والحركة الإسلامية.
وإلى هنا انتهى الخبر ولا غرابة، فلطالما تكررت مثل هذه الممارسات من جانب “دواعش السودان” خلال عامي الحرب، خاصة في ولاية الجزيرة، وحصد المواطنين مر حمل السلاح، والدخول في حرب “لا ناقة لهم فيها ولا جمل”.
ولعقود سابقات في عهد الإنقاذ الغيهب والرهيب، كانت الفتن والنزاعات القبلية بين المجتمعات السودانية، “ماركة مسجلة” باسم استخبارات الجيش، حيث تقوم بتسليح الطرفين، وتجلس لتتفرج على الدم المسفوك دون تدخل، في سعي أقلية “الجبهجية” لحكم بلد مترامي الأطراف، متنوع السحن والأعراق والثقافات، عجزوا عن أن يكونوا في قامته، فعمدوا إلى تقسيمه وإشاعة العنصرية والكراهية والبغضاء بين أبنائه! وللوطنية رجالها، لكن ليس من بينهم بطبيعة الحال فقهاء آخر الزمان هؤلاء، من الملتحين القتلة.
توقف الناس عن الاستغراب من سلوك إخوان الشياطين هؤلاء، وعن مساءلة الجدوى العسكرية في أن توزع قوات نظامية السلاح على المدنيين وتلوذ بالفرار، فقد علموا أن خطة الحركة الإسلامية في الأساس هي قتل أكبر عدد من السودانيين، لحد أنها تنصب لهم مثلا هذه الفخاخ والمصائد، وتستخدم كافة مواردها في صناعة تضليل إعلامي مصاحب يؤدي للنتيجة المرجوة، وهي موت هؤلاء المستنفرين في المعارك، على أمل أن يكسب الأوباش إدانة دولية ضد الدعم السريع على الأشلاء والجماجم، ووفقاً لأكاذيب لا أساس لها من الصحة، حين يدخل المستنفر بصرفتين، فهو مواطن إن لقى حتفه، وهو مقاتل بطل إن كان هو القاتل.
لكن الأمر يزداد صعوبة على الحركة الإجرامية وجيشها كلما تكررت الخدعة، حين تتناقص فاعليتها بمرور الزمن وبفعل التكرار.
وفي هذا لا بد من القول وبالصوت العالي إن كل من حمل السلاح لا يحق له أن يعامل كمدني مثلما لا يمكنك أن تأكل الكعكة، وأن تحتفظ بها في آن واحد.
واليوم يعمل العقل المناهض لفاشية دواعش السودان بصورة جماعية، ممثلاً في تحالف السودان التأسيسي، يعرف ما يفعل، ويفعل ما يجب لمقارعة آكلي الأكباد هولاء بما هم أهل له، سواء كانوا مدنيين حملوا السلاح للتو، أو كانوا عسكريين مواليين لجماعة علي كرتي المارقة.
وبعد عامين من الحرب لم يعد يوجد مكان للتغييب، بعد أن استنفذت الحركة الإسلامية كل ما في جعبتها من خدع ، ومن خسة، ومن نذالة، تنفث حقدها في بني السودان، فتأخذ منهم الأنفس والثمرات، تزيد بهم قائمة ضحاياها، لتتاجر بهم في مزادات الانتهاكات، أملاً في الظفر بإدانة ما لقوات الدعم السريع.
يريدون القول أننا متساوون في الجريمة إن لم يكن الدعم السريع هو الأسوأ، لكن فيديوهاتهم المنتشرة على الأسافير وهم يذبحون الشباب على الطرقات، ويقتادون الآمنين من بيوتهم على أساس إثني، تجعل أكاذيبهم عصية على التصديق. قال أحدهم بعد انسحاب الدعم السريع من الخرطوم وهو يقتاد عدداً من شباب حي مايو – جنوبي الخرطوم – بأجسادهم النحيلة جراء الجوع: “لا تقولوا أن الدعم السريع انسحب، ها هي قوات الدعم السريع”! ألا لعنة الله على إخوان الشياطين.