المنظمة الإفريقية الأوروبية: معسكرات النزوح في دارفور تتحول إلى بؤر عسكرية ومقابر مفتوحة للمدنيين

16
المنظمة الافريقية الاروبية

متابعات – بلو نيوز الإخبارية

أصدرت المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية بيانًا صادمًا حذرت فيه من انهيار الأوضاع الإنسانية والقانونية للنازحين في إقليم دارفور، وسط تصاعد الانتهاكات المسلحة، واستغلال المدنيين كدروع بشرية في خضم الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

وفي بيان مفصل بعنوان “أوضاع النازحين داخليًا في دارفور”، كشفت المنظمة أن عدد النازحين داخليًا تجاوز 3.5 مليون شخص حتى نهاية العام 2023، معظمهم يواجهون ظروفًا قاسية في معسكرات مكتظة تعاني من شُحّ الغذاء، وندرة المياه، وانهيار النظام الصحي، وتفاقم العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.

وسلط البيان الضوء على ما وصفه بـ”التحول الخطير” في طبيعة معسكرات النزوح، خاصة معسكر زمزم، الذي أصبح وفق المنظمة “بؤرة عسكرية” تُستخدم لتجنيد وتدريب السكان المحليين، بمن فيهم النساء والأطفال، في انتهاك صارخ لمبدأ الحياد الإنساني، مما جعل المعسكرات أهدافًا عسكرية وأفقدها صفتها كملاجئ آمنة.

واتهمت المنظمة جهات وصفتها بـ”الدولة العميقة” وفلول النظام السابق باغتيال شهود وقيادات بارزة بهدف طمس الأدلة المتعلقة بجرائم التهجير القسري والتطهير العرقي، مشيرة إلى حادث اغتيال الوالي الأسبق جعفر عبدالحكم كدليل على استمرار سياسة التصفية.

وفي سياق متصل، انتقدت المنظمة الانحياز المتكرر لبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، وتحولها إلى أطراف مشاركة في القتال، مما تسبب في تفاقم النزاع وارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين في الفاشر وغيرها من مدن دارفور.

رغم سوداوية المشهد، أشار البيان إلى وجود “استقرار نسبي” في بعض المعسكرات تحت سيطرة الدعم السريع، مع غياب مؤشرات على وجود انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين، باستثناء حوادث فردية. ومع ذلك، شددت المنظمة على أن استمرار هذا الوضع الهش مرهون بتدخل دولي عاجل.

وطالبت المنظمة في ختام بيانها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات في معسكرات النزوح، داعية المجتمع الدولي للضغط على أطراف النزاع لوقف عسكرة المعسكرات وضمان سلامة المدنيين وحمايتهم من الاستغلال والابتزاز السياسي والعسكري.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *