بالجرم المشهود: فيديوهات مناوي التضليلية دليل دامغ على اقتراب الهزيمة

37
إبراهيم مطر ..

بالجرم المشهود: فيديوهات مناوي التضليلية دليل دامغ على اقتراب الهزيمة

إبراهيم مطر

وسرعان ما اكتشف السودانيون زيف ادعاءات قوات الجيش عن نهاية الحرب بتحرير الخرطوم، تفضح أكاذيبها الفيديوهات التي تأتي من داخل المدينة، والإجراءات الأمنية المعقدة التي فرضتها حكومة “بورتسودان” على كل من يريد دخول العاصمة، فضلاً عن الخطر الحقيقي الذي يمثله الجيش على العائدين، هو خطر يصل لحد الإعدامات السياسية والعرقية، في الشوارع والأسواق، بينما اكتفت قوات مناوي بالفرار من ميدان المعركة في الفاشر، وفبركة فيديوهات عن انتهاكات مزعومة لقوات الدعم السريع ضد المواطنين.

نشر أحد السودانين تسجيلاً صوتياً على حسابه الشخصي في منصة “فيسبوك” يقدم فيه نصائحاً للعائدين إلى الخرطوم، قال فيه إن عليهم ألا يحملوا معهم نقوداً ولا هواتف، لأنهم – وبصورة مؤكدة – سيتعرضون للنهب من قبل جنود الجيش المنتشرين في المداخل، وقال إن أسلاك الكهرباء في أبراج الضغط العالي قد أزيلت بفعل فاعل، وتم بيعها في الأسواق، وأن لا أمل في عودة الكهرباء في الستة أشهر المقبلة على أحسن تقدير، وقال إن عليهم أن يحملوا معهم الماء والطعام، لانه – وبصورة حرفية – ”لا يوجد شيء في الخرطوم”.

وفي النهاية تحولت دعوات العودة للعاصمة “المحررة”، والتي انتهت فيها حرب أبريل بحسب ما يقول أنجاس الحركة الإجرامية المتأسلمة، إلى تحذيرات من العودة، للخطورة الشديدة على حياة الناس من الكتائب العنصرية الموالية للجيش، خاصة مواطني الغرب والجنوب، وانتهت احتفالات إخوان الشياطين إلي اللا شيء، وقوات تحالف السودان التأسيسي تحرر المالحة وقاعدة زمزم العسكرية، ومحلية أم كدادة، وتزحف جحافلها باتجاه الشمال.

لكن كان الحدث اللافت هو انتشار فيديو من إنتاج “مناوي وشركاه” للدراما سيئة الحبكة والإخراج، تم تصويره في مدينة الفاشر، وهو عبارة عن محاكاة فاشلة لمجزرة قتل فيها عدد من المدنيين، كان من المفترض أن تعتمد بعد تقطيع الفيديو وإعداده للنشر، دليلاً دامغاً على انتهاكات قوات الدعم السريع، تتناقلها قناتي الجزيرة والحدث، لولا أن عجل أحدهم بنشر الفيديو الأصلي كما هو، يصرخ بالحقيقة العارية، أمام أصحاب اللحى الزيف، والتدين القاتل والكذوب.

ويظهر في فيديو قوات مناوي “المفبرك” عددا من النساء والرجال، وطاقم طبي زائف، وجثة “حية”، تعدل وضع رأسها، وتغطي شعرها مخافة أن يتعفر بالتراب. وكان هناك “مُخرج” يصرخ في توتر، يوجه الجثث الحية المستلقية أمامه على الأرض لإجادة الدور، كيما يبدو المشهد أكثر إقناعاً. نسوة تبكين قتلاهن الأحياء بالتعليمات، ويتوقفن عن البكاء بالتعليمات كذلك، وفتيات بزي الممرضات، وثلاثة رجال بزي طاقم إسعاف. كانوا يعيدون تمثيل المشهد مراراً وتكراراً أملاً في أن تصلح عملية المونتاج ما أفسدته رداءة أداء الممثلين. لكن شاءت إرادة الله ان تعمد إلى ما فعلوا، فتجعله هشيماً تذروه الرياح، بعد أن تم نشر الفيديو الاصلي، وتم القبض على كذبة مناوي بالجرم المشهود، والله لا يهدي كيد الخائنين.”

ومن جهة أخرى يعطيك الفيديو المفبرك فكرة معقولة عن الوضع العسكري لقوات “مناوي” بعد أن تم تحرير المدنيين الذين كانوا – ولأشهر عديدة – دروعاً بشرية، تحتمي بها القوات المشتركة في معسكر زمزم للنازحين بعد أن حولته لقاعدة عسكرية، معتمدة على أخلاقيات قوات الدعم السريع وانضباطها العسكري، والتزامها بعدم استهداف المدنيين، في خطوة مشهودة ومعلومة للجميع، علق عليها المبعوث الأمريكي “توم بريلو” قائلاً:”إن تحويل القوة المشتركة معسكر زمزم إلى قاعدة عسكرية، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي”.

لكن وما إن أطلق “تحالف السودان التأسيسي” نداءاته للمدنيين بمغادرة المعسكر والاتجاه نحو مناطق آمنة مع الالتزام بترحيلهم وتأمينهم وحمايتهم، حتى خرج مئات المواطنين فراراً من جحيم الحرب خلال خمسة أيام، ، وباءت محاولات القوات المشتركة – غير الإخلاقية – لمنعهم من الخروج بالفشل، وسرعان ما سقطت قاعدة “زمزم” العسكرية في يد الدعم السريع، وهي التي كانت تشكل السند الأكبر لقوات الجيش المحاصرة في الفرقة السادسة، والمفتقدة لمساندة الطيران بعد توقفه عن التحليق في سماء المدينة، بفضل منظومات الدفاع الجوي التابعة للدعم السزيع، والتي جعلت التحليق فوق الفاشر مغامرة تتزايد فيها احتمالات الفشل، وتتضاءل فيها احتمالات النجاح.

واليوم تجد قوات مناوي وقوات الجيش المساندة لها داخل مقر الفرقة السادسة نفسها بين شقي الرحى، والحصار يشتد عليها وتتفاقم عزلتها، فتعمد إلى الأكاذيب وصناعة الفيديوهات المفبركة، وتجبر المواطنين على المشاركة فيها في فضيحة تعلن عن هزيمة القوات المشتركة في دارفور، وتبشر بتحرير الفاشر عما قريب، ليخطو تحالف السودان التأسيسي خطوة أخرى باتجاه تحرير كامل التراب السوداني من دنس الحركة الإسلامية، وإجرام زبانيتها الدواعش من فقهاء آخر الزمان، أولئك الملتحين القتلة. ألا لعن الله إخوان الشياطين.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *