ولاية الخرطوم تفرض رسوم صادمة .. والمواطنون هل نحن من أشعل الحرب؟

الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية
فجّر قرار جديد من سلطات المرور في ولاية الخرطوم موجة غضب واسعة في أوساط المواطنين، بعد فرض رسوم ترخيص مركبات وصفها البعض بـ”الفلكية”، حيث قفزت من 180 ألف جنيه إلى 600 ألف جنيه، في وقت يعيش فيه السودانيون ظروفًا إنسانية واقتصادية بالغة القسوة نتيجة الحرب المستمرة منذ عامين.
الزيادة المفاجئة أثارت استياء القادمين إلى الخرطوم من ولايات أخرى، ممن تفاجأوا بحجم الرسوم الجديدة، والتي اعتبرها الكثيرون عبئًا غير مبرر على مواطن فقد كل مقومات الحياة الأساسية، ويكافح يوميًا لتأمين لقمة العيش والحد الأدنى من الأمن.
وأثار بند “رسوم التعمير” على وجه التحديد – والذي يبلغ 400 ألف جنيه ضمن إجمالي الرسوم – موجة من السخرية والاحتقان، حيث تساءل مواطنون: “هل المواطن هو من تسبب في الحرب حتى يُطالَب الآن بدفع فاتورة إعادة الإعمار؟”، واصفين القرار بأنه “جناية على ما تبقى من أمل” لدى الناس في مؤسسات الدولة.
وقال أحد المواطنين لبلو نيوز: “ما تقوم به إدارة المرور لا يمكن وصفه إلا بالنصب تحت غطاء رسمي. كيف نُطلب بدفع 600 ألف في دولة بلا خدمات، بلا طرق آمنة، وبلا وقود منتظم؟”، بينما أكد آخر أن هذه الجبايات ما هي إلا محاولة “لتحميل المواطن أوزار الحرب وفشل الدولة”.
ودعا المواطنون الجهات المعنية إلى مراجعة القرار فورًا، ووقف استنزاف جيوب السودانيين في ظل غياب أي مقابل خدمي حقيقي، مؤكدين أن استمرار مثل هذه السياسات لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والثقة المفقودة.