رسوم وجبايات الجيش .. تعرقل عودة النازحين إلى الخرطوم

الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية
في مشهد يعكس عمق الأزمة التي يعيشها السودانيون، فرضت ارتكازات تابعة للجيش رسوماً مالية على المركبات القادمة من ولايتي الشمالية ونهر النيل نحو الخرطوم وأم درمان، ما أثار استغراب وسخط المواطنين الذين لا يزالون يحاولون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها بفعل الحرب.
وقال أحد سائقي الحافلات في حديث لبلو نيوز، إن العربات العابرة تجبر على دفع رسوم عند كل نقطة ارتكاز، في إجراء وصفه بـ”الغريب وغير المبرر”، لا سيما أن الغالبية العظمى من المسافرين فقدوا كل ممتلكاتهم خلال الحرب الدامي المستمر منذ عامين.
وتابع السائق: “نحن لا نحمل سلعاً تجارية، بل ننقل أسراً نازحة تحاول العودة إلى منازلها أو ما تبقى منها .. فهل أصبح الطريق إلى البيت بحاجة إلى رسوم عبور؟، مؤكدًا أن هذا النهج يزيد من معاناة الناس بدلًا من تخفيفها.
وفي سياق موازٍ، تشهد مدينتا الخرطوم وأم درمان حملات شرسة من إدارة المرور تستهدف ترخيص المركبات، وسط انتقادات واسعة للرسوم الباهظة التي فُرضت مؤخرًا، والتي بلغت في بعض الحالات 600 ألف جنيه، في وقت تتدهور فيه الأوضاع المعيشية والخدمية بشكل غير مسبوق.
ووصف عدد من المواطنين ما يحدث بـ”الجباية القسرية”، مؤكدين أن مؤسسات الدولة بدلاً من أن تلعب دور الحامي والداعم، تحولت إلى عبء إضافي يثقل كاهل المواطن المنهك أصلًا من ويلات الحرب والنزوح والفقر.
وطالب المواطنون والناشطون الجهات المختصة، بإيقاف هذه الممارسات فورًا، ومحاسبة كل من يستغل الأوضاع الاستثنائية لجني الأموال على حساب كرامة وألم الناس.