قائد الدعم السريع: الوقت قد حان لدفن النظام القديم وبناء وطن ديمقراطي يعبر عن إرادة وتطلعات الشعب السوداني

قائد الدعم السريع، الفريق اول محمد حمدان دقلو

“نحن نبني وطنا لا يستثني أحداً، وندفن فساد الماضي ونفتح الأبواب أمام السودان الجديد – سودان العدالة لا الإفلات، سودان صناديق الاقتراع، لا الرصاص، سودان الحوار، لا الهيمنة، وهذا وطن لكل السودانيين، لا نخبة منهكة ولا جيوش طامعة”

الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية

في خطاب وصف بأنه الأكثر حسما ووضوحا منذ اندلاع الحرب في السودان، دعا قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى جعل هذا العام “بداية السودان الجديد الذي يستحقه جميع السودانيين”، مؤكدًا أن الوقت قد حان لدفن النظام القديم وبناء وطن ديمقراطي يعبر عن إرادة الشعب لا فوهة البندقية.

وحمل دقلو مسؤولية الحرب لما سماه بـ”نخبة عسكرية من بقايا الحركة الإسلامية المتشبثة بالسلطة”، مؤكدًا أن السودان لم يختر الحرب، بل فرضت عليه بعد إغلاق كل السبل السلمية، وقال: “لسنا في حرب لأننا نحب العنف، بل لأن كل طريق نحو السلام أُغلق أمامنا بالقوة والخداع.”

وأشار دقلو إلى أن ما يجري ليس مجرد نزاع مسلح، بل هو صراع جذري مع إرث الاستبداد والانقلابات والوعود الكاذبة، الذي رافق السودان منذ الاستقلال، مضيفًا: “منذ 1956، شهدنا انقلابات أكثر من الدساتير، والآن يعيد البرهان إنتاج عهد البشير بكل ظلمه ودمويته.”

وأكد قائد الدعم السريع أن تحالف السودان التأسيسي، الذي يضم قوى مدنية ومسلحة، لا يسعى إلى حكم البلاد بالسلاح بل إلى إعادة السلطة إلى الشعب، معلنًا عن ميلاد حكومة مدنية شاملة، تمثل كل الأقاليم والفئات، وتحمل مشروعًا ديمقراطيًا حقيقيًا يعتمد على التنوع واللامركزية والمساواة، وفصل الدين عن الدولة.

ووصف دقلو ممارسات سلطات بورتسودان، من إصدار عملة جديدة وعقد امتحانات حصرية، بأنها خطوات انفصالية خطيرة تُعيد إلى الأذهان مقدمات تقسيم الجنوب، محذرًا من أن “الحل الوحيد الذي يطرحه البرهان هو الحرب، ومفهومه الوحيد للحكم هو القمع.”

وفي لهجة مباشرة إلى الداخل والخارج، شدد دقلو على أن السودان لن يترك ساحةً لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، مضيفًا: “لن نسمح بتحويل البحر الأحمر إلى ممر للمصالح الأجنبية، ولن يكون السودان تحت وصاية أي قوى إقليمية أو دولية.”

وختم خطابه بنداء وحدوي قائلاً؛ “نحن نبني وطنا لا يستثني أحداً، وندفن فساد الماضي ونفتح الأبواب أمام السودان الجديد – سودان العدالة لا الإفلات، سودان صناديق الاقتراع، لا الرصاص، سودان الحوار، لا الهيمنة، وهذا وطن لكل السودانيين، لا نخبة منهكة ولا جيوش طامعة”