إلى صغار الفاشلين، وعبدة الخراب: لا مكان لكم في مستقبل يُكتبه الشجعان:

إلى صغار الفاشلين، وعبدة الخراب: لا مكان لكم في مستقبل يُكتبه الشجعان:
خالد كودي، بوسطن
بعد المقابلة الأخيرة للقائد عبد العزيز آدم الحلو، دبّ الهلع في أوكار الظلام. خرجت خفافيش أجهزة الأمن، ومروّجو الأكاذيب في مخابرات حكومة بورتسودان، وتحرّكت الكتائب الإلكترونية للمستنقعيين العاطلين سياسيًا، في حملة منظمة ومقصودة لتشويه ما ورد في اللقاء، عبر التزوير والقص والتقطيع، مستهدفين الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وتحالف “تأسيس”، وتشويه موقفهما المبدئي والواضح من قضية العدالة، والمحاسبة، وحقوق الإنسان.
لكن ما أرعبهم ليس ما اجتزأوه، بل ما قيل بوضوح لا يحتمل التأويل، حين صرّح رئيس الحركة:
“أي زول ارتكب جريمة يُحاسب، حتى لو من الحركة الشعبية”
هذه العبارة لم تمرّ عليهم مرور الكرام، لأنها تهدم سرديتهم المتهافتة، وتُسقط محاولاتهم البائسة للمتاجرة بالأخلاق. فـ”تأسيس”، كما نصّ ميثاقه في الباب الرابع، المادة (11)، لا يساوم على مبدأ:
“العدالة وعدم الإفلات من العقاب، وتُشكّل آليات قضائية مستقلة لضمان محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة، أياً كانت مواقعهم”.
هذا ليس خطابًا مزيّفًا، بل تعاقد سياسي ملتزم…
أما أنتم، فماذا كتبتم غير منشورات من العدم، وشتائم بلا مشروع، وادعاءات جوفاء لا تجرؤ على مواجهة القاتل الحقيقي؟
إننا لا نخاطب الأحرار، بل نوجّه هذا الرد إلى صغار الفاشلين، تجّار الابتذال، وعبدة الخراب.
يا من تصرخون بالشعارات وتخونون المبادئ، وتختبئون خلف شعارات “حقوق الإنسان” بينما ترتعدون أمام الدولة القاتلة، وتُسقطون سُمّكم المبتذل على من يقاومها، أنتم لا تختلفون كثيرًا عن هوامش الروايات الرديئة: نعرف نهايتكم قبل أن تبدأوا.
أنتم لا تنتمون إلى الثورة، بل إلى قلقكم المزمن، وجبنكم الموروث، وظلالكم التي لا تجرؤ على مواجهة الضوء.
تهربون من مواجهة المركز، فتوجّهون سُمّكم إلى من يهدّده بالفعل: تحالف “تأسيس”
لكن من اعتاد الطعن من الخلف، لا يعرف كيف يسير إلى الأمام.
لكننا، على العكس منكم، نقرأ الوثائق.
وفي ميثاق تأسيس، الباب الرابع، المادة (11)، نقرأ بوضوح:
العدالة وعدم الإفلات من العقاب مبدأ تأسيسي لا يُساوَم عليه. وتُشكَّل آليات قضائية مستقلة لضمان محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة، أياً كانت مواقعهم””
هذه ليست شعارات، بل التزام سياسي–أخلاقي مكتوب.
وأنتم، ماذا كتبتم، وماذا نفذتم م ومن حاكمتم من قبل؟ غير سطور مريضة، تتقافز بين “لا مع ولا ضد” و”نعم ولكن” و”دعونا ننتظر”
فاشلين، مغلوب علي امركم ضعفاء وقليلي حيلة… لا يفاجئنا خوفكم من التغيير، ولا من الفعل بل ولا من الثورة…
أنتم تخافون “تأسيس” لأنه يُجبركم على تسمية الأشياء بأسمائها.
تعترضون على حكومة بورتسودان “بحياء”، وتدافعون عن “الجيش” بصمت، لأنكم مرعوبون من الاعتراف بسقوط المركز.
أنتم، كما قال جورج أورويل:
“حين يرى الإنسان الحقيقة ثم يغض الطرف عنها، ليس لأنه لا يعرف، بل لأنه لا يريد أن يعرف – هنا تبدأ العبودية”
وتشبهون تمامًا من وصفهم كورت فينغت في مسلخ رقم 5
“رجال يعارضون كل شيء… فقط لأنهم لا يعرفون ما الذي يستحق أن يُدافع عنه”
أنتم:
لم تذكروا كلمة واحدة عن عمليات قطع الرؤوس بالسواطير في شوارع “كرري”، وبقر البطون في مدن الشمال النيلي، والاستهداف العرقي المكشوف الذي طال السودانيين على أساس لونهم ولهجتهم وانتمائهم الجغرافي
لم تقتربوا من حائط البرهان، ولا من يد علي كرتي، ولا من صفقات القتل التي يُوقّعها جنرالات السودان القديم مع مليشيات داعشية الهوى – تُذبح باسم الوطنية وتُشرعن بالزي العسكري.
لكنكم وجدتم في الحركة الشعبية مخرجا سهلاً ، لأنها تمسك بخيط الحقيقة، ولأنها طرحت مشروعًا لا يهادن القتلة، ولا يغض الطرف عن الجريمة، حتى لو جاءت من الداخل.
وأنتم – بالصمت، والخوف والتردد والعجز – شاركتم في الجريمة، ثم تجرأتم على محاولة تشويه من يقاومها.
لكنكم تهاجمون من حمل مشروعًا سياسيًا واضحًا، طرح العدالة، والعلمنة، والمساءلة، وأعلن أن حق تقرير المصير ليس تهديدًا، بل ضمانة لكرامة الشعوب.
أنتم لا تُدينون السلاح… بل تُدينون من يستخدمه لبناء الدولة، لا لحراسة الامتيازات.
أنتم لا مشروع لكم ولا موقف ولا كرامة.
ولهذا السبب فقط، أنتم تهاجمون من لديهم مشروع.
هذه ديناميكية قديمة، نعرفها من التاريخ:
عصبة “الرجال الرماديين” في الثورة الفرنسية، الذين عارضوا كل ثوري شجاع، ثم انتهوا إلى التحالف مع الملكية علنا.
جماعة “اليسار الفوضوي” في ألمانيا ما بعد الحرب، الذين اكتفوا بالعدمية الصاخبة، بينما كان الآخرون يعيدون بناء الدولة.
وفي السودان نفسه: أولئك الذين ناهضوا الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ الثمانينات، فقط لأنها لم تستأذن الخرطوم في حق الجنوب في الحياة
أنتم اليوم هم أنفسهم… المستنقعيون.
من يحاول أن يقول “نحن هنا”، لا عبر الفعل، بل عبر التشويه.
يريد أن يصنع مكانًا عبر الشتيمة، لا عبر الموقف.
كما كتب جمال الغيطاني:
، يالكم من فاشلين صغار.”الذين لا يصنعون التاريخ، يحاولون جرحه”
وأنتم لا تصنعون. لا تاريخًا، ولا خطابًا، ولا أثرًا.
أنتم كـ”فقاعة رغوة” على سطح نهر غاضب.
أما تحالف”تأسيس”؟
فهو لا ينتظر منكم إذنًا.
ولا يأبه لتشنجات من يختبئون وراء “العدالة التاريخية”.
“تأسيس” مشروع يكتبه الميدان، وتؤيده مدن تحترق، ومعسكرات تتنفس الأمل، وأرواح لم تعد تقبل أن تُدار من الخرطوم أو بورتسودان أو العدم.
كما قالت آني أرنو:
“السلطة الحقيقية ليست في من يكتب عن المأساة، بل في من يقطع يد من صنعها”
وأخيرًا…
نحن لا نكتب لكم.
نحن نكتب لتاريخ يُصاغ في كاودا، والفاشر، والدمازين، وود مدني، لا في مقاهي التشكيك، ولا في غبار اللا موقف.
أنتم على الهامش.
ونحن في الميدان
كتب فرانز كافكا:
“من يقف في الخارج، يعتقد دائمًا أن بإمكانه إدارة المدينة.”
لكن المدن تُبنى لا بالتصفيق من بعيد، بل بالنضال من الداخل.
وهؤلاء، بكل اختصار، ليسوا داخل شيء.
لا الثورة، لا المستقبل، ولا حتى الجدال الجاد.
هم فقط على الهامش…
والهامش الفكري لا يُرد عليه، بل يُتجاوز.
“تأسيس” هو المشروع.
وأنتم مجرّد هوامش في دفتر مهترئ كتبه الفشل.
والثورة لا ترد على المهرجين… بل تمضي
النضال مستمر و والنصر اكيد.