“حمدوك” .. يقرع جرس الإنذار الاخير!!

20
حمدوك

الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية

في خطاب مؤثر وجهه للشعب السوداني، حذر رئيس الوزراء السابق، د. عبد الله حمدوك، من الانزلاق الحاد الذي يشهده السودان في الذكرى الثانية لاشتعال الحرب، مشددًا على أن البلاد باتت على أعتاب التفكك والتحول إلى مرتع للجماعات الإرهابية في ظل تصاعد المجازر العرقية، وغياب أي أفق لحل عسكري ينهي النزاع.

وقال حمدوك، في بيان صادر عن تحالف “صمود” المدني الديمقراطي، إنهم ظلوا منذ اندلاع الحرب يعملون لإسكات البنادق ووقف القتال، ساعين نحو حل سياسي شامل يقوم على الاعتراف بالتنوع، والمواطنة المتساوية، وبناء سودان جديد ينعم بالأمن والعدالة.

وحمل حمدوك أطراف القتال مسؤولية عرقلة كافة المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية، بسبب “الإصرار على الحسم العسكري ولو على حساب الوطن ومعاناة شعبنا المنكوب”، مؤكدًا أن لا حل عسكري يمكنه أن يطفئ نار هذه الحرب مهما طال أمدها.

وأشار إلى تصاعد خطاب الكراهية والمجازر الوحشية، من ذبح للأسر وقطع للرؤوس وبقر للبطون على أساس الانتماءات القبلية، محذرًا من أنها خطوات تقود إلى انهيار الدولة وتمزيق ما تبقى من النسيج الوطني.

كما حثّ حمدوك الشعب السوداني بكافة مكوناته على الوقوف ضد ثقافة الكراهية والانقسام، ودعا الأسرة الإقليمية والدولية للتعامل مع الوضع في السودان بجدية، محذرًا من أن استمرار الصمت قد يجعل من السودان أكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين.

وأوضح حمدوك أن “نداء سلام السودان”، الذي أطلقه التحالف في رمضان، ما زال يشكل فرصة حقيقية لإنهاء الحرب، مؤكدًا أن المبادرة ترتكز على وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وانطلاق عملية شاملة يقودها السودانيون تشمل وقف القتال، وتقديم المساعدات الإنسانية، وفتح حوار سياسي جذري يعالج أسباب الأزمة.

ودعا إلى اجتماع عاجل بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي، بحضور قادة الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة والقوى المدنية، لإطلاق هذه العملية، والتوصل إلى اتفاق سلام شامل يفضي إلى مرحلة انتقالية بقيادة مدنية حقيقية.

وأكد أن “نداء سلام السودان” يتضمن كذلك ترتيبات لبناء الثقة، تشمل وقف التصعيد الإعلامي، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، والدعوة إلى مؤتمر مانحين دولي لتغطية الاحتياجات الإنسانية، إلى جانب حظر شامل لتوريد السلاح وتجفيف موارد تمويل الحرب.

وختم حمدوك بيانه بدعوة كل السودانيين الشرفاء والقوى الوطنية للعمل معًا لتجاوز هذه المحنة التاريخية، والتوافق على مشروع وطني جديد يقود إلى سودان ديمقراطي موحد قائم على العدالة، المواطنة، والسلام.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *