في محاولة يائسة لفك الارتباط مع الإسلاميين .. البرهان يقيل وزير خارجيته

17
الخارجية سودان

بورتسودان – بلو نيوز الاخبارية

أحدث قرار إقالة وزير الخارجية في حكومة بورتسودان، السفير الدكتور علي يوسف الشريف، هزة جديدة في المشهد السياسي السوداني، وسط تكهنات واسعة بأن الخطوة جاءت بإيعاز مباشر من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في محاولة لإظهار مسافة سياسية من التيار الإسلامي الذي يهيمن على مؤسسات الدولة.

وأكد مصدر سياسي مطلع؛ أن قرار الإقالة يعكس، من حيث الشكل، مسعى من البرهان وحكومته لتحسين صورتهم أمام المجتمع الدولي، إلا أنه لا يعني فعليًا حدوث تغيير حقيقي في تركيبة السلطة أو سياساتها الخارجية، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية ما تزال في قبضة الجناح الإسلامي داخل الحكومة.

وأضاف المصدر أن البرهان بدأ يدرك حجم العبء الذي تمثله شراكته السياسية والعسكرية مع الحركة الإسلامية، خصوصًا بعد أن تسببت هذه العلاقة في عزلة دولية متزايدة، وأثارت شكوك قوى إقليمية ودولية كانت على وشك دعم الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع.

وكان السفير علي يوسف الشريف قد تم تعيينه وزيرًا للخارجية في نوفمبر 2024، خلفًا للسفير حسين عوض، في إطار سلسلة تغييرات شهدتها “حكومة بورتسودان”، إلا أن فترة ولايته لم تتجاوز ثلاثة أشهر. وربط مراقبون قرار الإعفاء بتصريحات أدلى بها الشريف مؤخراً، وصف فيها الجيش والدعم السريع بأنهما “طرفا حرب”، وهو ما اعتبرته الدوائر المحيطة بالبرهان إساءة للمؤسسة العسكرية ومحاولة لمعادلتها مع قوات الدعم السريع.

ويرى مراقبون أن قرار الإقالة يأتي في سياق أوسع من الارتباك السياسي والتناحر الداخلي بين مكونات السلطة الحالية، حيث تتزايد الإقالات في الوزارات والولايات دون رؤية واضحة أو شفافية، مما يؤشر إلى تصدعات عميقة داخل النظام الحاكم، ويكشف حجم الفوضى والانقسامات داخل المؤسسة العسكرية والحركة الإسلامية على حد سواء.

ويشير محللون إلى أن وزارة الخارجية، التي أصبحت ساحةً لتصفية الحسابات بين أجنحة النظام، لم تعد تُدار وفق معايير الدبلوماسية أو الكفاءة، بل وفق موازين النفوذ والولاءات. وأضاف المصدر لـ”إدراك” أن إقالة الشريف تعكس حالة تخبط داخل قيادة الجيش، حيث يسعى البرهان لإرضاء أطراف متباينة، بعضها داخلي والآخر إقليمي، في محاولة يائسة لإعادة التوازن وسط حرب مدمرة وضغوط متزايدة على سلطته.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *