وثائق تاريخية تكشف عمق الدعم الإماراتي للسودان منذ السبعينات

أنور قرقاش، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية
في لفتة نادرة تعيد تسليط الضوء على جذور العلاقات السودانية الإماراتية، نشر الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وثائق رسمية توثق حجم الدعم الذي قدمته الإمارات للسودان منذ مطلع السبعينات، مؤكداً أن “التزام الإمارات تجاه الشعب السوداني راسخ، تاريخي، ومتجدد”.
وفي منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، استعرض قرقاش خطابًا صادرًا عن سفارة السودان في لندن بتاريخ 1 مايو 1973، موجهًا إلى وزارة الخارجية البريطانية، يوثق تنفيذ توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عقب زيارته الرسمية إلى الخرطوم في مايو 1972، ببناء مستشفى مركزي و24 عيادة صحية في أنحاء السودان، ضمن خطة طموحة لتعزيز القطاع الصحي في البلاد.
الوثائق التي نشرها قرقاش كشفت عن أبعاد إنسانية وتنموية واسعة لهذا الدعم التاريخي، حيث أوضحت أن الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، الذي كان يشغل منصب مدير بلدية أبوظبي والزراعة، عمل على إطلاق برنامج شامل لدعم النظام الطبي في السودان، بالتنسيق مع وزير الخارجية السوداني حينها الدكتور منصور خالد.
وشملت المبادرات أيضاً مساهمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي تبرعت بالأموال اللازمة لبناء وتجهيز مستشفى نسائي جديد في الخرطوم، في وقت كانت فيه رعاية صحة المرأة من أبرز التحديات الصحية في البلاد.
ومن أبرز ما ورد في الوثائق كذلك، تبرع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بمبلغ مالي لشراء 6000 دراجة هوائية، تم تخصيصها للقابلات المجتمعيات لتسهيل تنقلهن في الأرياف والمناطق النائية، بما يعزز الرعاية الصحية الأولية، ويقلل من معدلات وفيات الأمهات والأطفال.
الوثائق أكدت أيضًا التزام الشيخ زايد والشيخ راشد بدعم حملة وطنية مشتركة لمكافحة الملاريا، أحد أبرز التحديات الصحية في السودان آنذاك، مما يعكس وعيًا مبكرًا من القيادة الإماراتية بأهمية الشراكة الإنسانية والتنموية مع الشعوب الشقيقة.
واختتم قرقاش منشوره قائلاً: “خطاب لافت يوثق أحد وجوه الوفاء التاريخي الذي ربط دولة الإمارات بالسودان، ويمثل شهادة حية على نهج المغفور له الشيخ زايد في دعم الشعوب العربية والإسلامية، وهي الروح ذاتها التي يواصل بها اليوم الشيخ محمد بن زايد مسيرة العطاء والوفاء”.
ويأتي نشر هذه الوثائق في وقت تشهد فيه العلاقات السودانية الإماراتية تحديات متزايدة، ليؤكد على جذور عميقة من الدعم والمساندة، ويذكر الأجيال الجديدة بأن البناء على هذه الأسس الصلبة هو الطريق لاستعادة جسور الثقة والتعاون بين البلدين