النهود تشتعل: اعتقالات وتعذيب وتصفية حسابات ضد ثوار ديسمبر

النهود – بلو نيوز الإخبارية
في تصعيد خطير ينذر بعودة أساليب القمع والبطش، شنت ما تعرف بـ”كتيبة الاحتياطي” السبت الماضي حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الشباب من لجان المقاومة في مدينة النهود، بتهم وصفت بالملفقة، تتعلق بـ”التعاون مع قوات الدعم السريع”.
ووفقا لمصدر عسكري مطلع، فإن الكتيبة اعتقلت عددًا من أبرز ثوار ديسمبر بالمدينة، بينهم عامر فاروق محمد عبد العزيز، جعفر عبد المطلب، خالد آدم جاد الله، محمد إبراهيم، وأبو طالب عبد المطلب، وأكد شهود عيان تعرض المعتقلين لعمليات تعذيب جسدي ونفسي قبل نقلهم إلى جهة مجهولة، ما يعزز المخاوف من تعرضهم للاختفاء القسري.
في المقابل، نفت النيابة العامة بالنهود أي صلة لها بالاعتقالات، مشيرة إلى أنها لم تصدر أوامر توقيف بحق أي من الشباب المعتقلين، مما يثير تساؤلات خطيرة حول الجهات التي تدير هذه الحملة ومن يقف وراءها.
وتعيش أسر المعتقلين حالة من الصدمة والقلق، بعد أيام من فقدان الاتصال بأبنائهم وعدم الحصول على أي معلومات حول مصيرهم أو أماكن احتجازهم، وتقول إحدى الأمهات، وقد اختنق صوتها بالدموع: “نحن لا نعرف أين أولادن ا.. نريد فقط أن نراهم ونطمئن أنهم أحياء”.
وتشير مصادر موثوقة إلى أن هذه الحملة تأتي ضمن مخطط منسق تقوده قيادات تابعة للحركة الإسلامية في المدينة، بهدف تصفية الحسابات مع رموز ثورة ديسمبر، عبر اتهامهم بالانتماء لقوات الدعم السريع. وفي هذا السياق، تم تصنيف أكثر من ٤٥ طالبًا من جامعة غرب كردفان، و١٥٠ شابًا من مختلف أحياء المدينة، إلى جانب أعداد كبيرة من النازحين وأبناء القبائل المتعايشة والعاملين بالأسواق، على أنهم “خلايا نائمة” موالية للدعم السريع.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة هي محاولة لإعادة إنتاج خطاب التخوين كوسيلة للانتقام السياسي، وأنها ترتكز على أجندات غير مهنية، وتعتمد على تصنيفات عنصرية وأمنية مشبوهة، قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام المجتمعي وإشعال فتيل الفوضى في مدينة تعيش أصلاً على وقع الحرب.