فضيحة إنسانية في النهود: اعتقال ستة من أعضاء غرف الطوارئ بسبب رفضهم “رشوة المفوض”

النهود – بلو نيوز الاخبارية
في مشهد يعكس عمق التحديات الأخلاقية والإنسانية التي تواجهها منظمات العمل الطوعي في السودان، تفجّرت موجة غضب واسعة اليوم الأربعاء على منصات التواصل الاجتماعي، عقب الكشف عن اعتقال ستة من أعضاء غرف الطوارئ في مدينة النهود، وذلك إثر رفضهم المشاركة في صفقة فساد تورط فيها مفوض العون الإنساني بالمدينة.
وبحسب مصادر محلية موثوقة، فإن المعتقلين وهم خالد آدم جاد الله، أبو طالب عبد المطلب، إبراهيم محمد علي، عمر فاروق، أسعد الخير، وجعفر عبد الله، ويواجهون اتهامات ملفقة بالتعاون مع قوات الدعم السريع، بينما تؤكد الروايات المتداولة أن السبب الحقيقي وراء اعتقالهم هو رفضهم منح المفوض نسبة 25% من تبرع مالي تلقته غرف الطوارئ من إحدى المنظمات الإنسانية.
وتفيد المعلومات بأن الأجهزة الأمنية نفذت عملية الاعتقال قبل ثمانية أيام، وقامت باقتياد النشطاء إلى منطقة نائية بالقرب من جبل حيدوب، حيث يُعتقد أنهم يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، وسط صمت رسمي يثير المزيد من التساؤلات.
الواقعة أثارت استنكاراً واسعاً بين النشطاء والحقوقيين، الذين دعوا إلى إطلاق سراح المعتقلين فوراً وفتح تحقيق مستقل في مزاعم الفساد والانتهاكات الجسيمة التي طالتهم.
وتعد غرف الطوارئ في النهود من أبرز مبادرات المجتمع المدني المحلي، وقد لعبت دوراً حيوياً في التنسيق الإنساني وتقديم الدعم للمواطنين في ظل التدهور الأمني والمعيشي الناتج عن الحرب المستمرة في البلاد.
“أن يتم معاقبة النشطاء لأنهم قالوا لا للفساد، هو أمر يندى له الجبين”، قال أحد الناشطين، مضيفاً: “هؤلاء الشباب ضمير المدينة، وصوتها الحر، ويجب أن يقف الجميع معهم”.