كنديرة: برغم جحيم حرب الإخوان .. تلوح أيادي التأسيسيين بالسلام !!

عبد الرازق حسن كنديرة.
برغم جحيم حرب الإخوان .. تلوح أيادي التأسيسيين بالسلام !!
بقلم الأستاذ: عبدالرازق كنديرة
يدلف الشعب السودانى الى العام الثالث وهو يكابد من أجل البقاء وسط ظروف قاسية تكاد تلغى أسباب الحياة ، بسبب تضخم المهلكات من جوع وفقر ومرض فضلآ عن الموت المجانى اليومى الذى يتهادى على الطرقات والأسواق والفلوات ،حيث سمم أمراء الحرب وعصابة بورتسودان الأجواء البيئية والإجتماعية بلون ورائحة الدم والغدر ،
وعمقوا الإنقسام الإجتماعى على أساس جهوى وعرقى ، فقتلوا آلاف الأبرياء ومثلوا بأجسادهم الطاهرة ووضعوا قوانين العزل العنصرى فى مناطق سيطرتهم واعدموا الضحايا تحت قانون الوجوه الغريبة ولم يستثنوا من ذلك حتى صغيرى السن ولا النساء، بينما يشن سلاح الجو آلاف الغارات على من أطلقوا عليهم الحواضن فقتل الناس بالآلاف فى الأسواق والمجمعات السكنية ودمر مصادر المياه والمشافى ومراكز خدمات الكهرباء والمياه، بل لم تنجوا منه حتى الماشية والطيور فى اشجارها ، وتلك هى الإبادة الجماعية الأخطر التى يقوم بها نظام الأبارتايد الجلابى منذ 1955م !
ولعل الشعوب السودانية وهى فى حالة ذهول من مرارة الواقع وانسداد الأفق العام بعدما رفضت عصابة بورتسودان كل مبادرات السلام فى جدة ، والمنامة ، وجنيف ،
لاح بالأفق تحالف تأسيس التاريخى ووضع النقاط على وثيقة العقد الإجتماعى المفقود منذ 56 ، كما وضع المرهم على جرح الوطن ، عندما غاصوا عميقآ فى علاج جذور الأزمة فى السودان التى بدأت مع بواكير ما يسمى بالأستقلال عندما تمت (كلفتة عملية الاستقلال) وتم تسليم عصابة 56 أمر الوطن ورهن مصير ملايين السودانيين لعصابة 56 البائسة والتى أدارت الأمور بعقلية واساليب المستعمر ورهنت قرارنا الوطنى لجارة السوء بما فى ذلك جيش البازنقر الذى كشفت ثورة الخامس عشر من عورته الوطنية واتضح أنه عبارة عن جزء من شعبة المخابرات المصرية ولاغرو إذا ما كان قائد الجيش يدين بالولاء التام لمصر الخديوية وهو يؤدى تحية تعظيم سلام لسيسى مصر!
نعم لعل قلوب الشعوب السودانية قد إطمئنت وهى تشرأب صوب نيروبى وتسمع وترى أكبر تحالف سياسى بالمعنى الرأسى والأفقى بعبر عن تطلعاتها فى تأسيس وطن يقوم على الحرية والسلام والعدالة وينفض عنه ما رآن على هذه المعانى من تشويه متعمد من قبل عصابة التيه والضياع ، عندما اختزلت الوطن لصالح الأولغيارشية الأنانية المصابة بداء قصر النظر حيث لا ترى أبعد من جغرافية النهر ، وترى فيما دون ذلك من شعوب سودانية هم مهدد وجودى لإمتيازاتهم الموروثة ، ووفقآ لهذا المنطق يصنفون الناس ويسقطون عنهم الوطنية والأهلية عن قيامهم بالمطالبة بالحقوق ، فهم تارة كفار ، وأحيانآ مهدد لهوية الدولة العروبية ومرة أخرى أجانب وغير سودانين ، كما يصفون الأشاوس بعرب الشتات اليوم !
وذلك داء عضال ومزمن ألم بهذه العصابة المرذولة حين غرة من الزمن وقد أصبح طبع أصيل فى سلوك وملمحآ راتبآ فى أدائها الوطنى ،
ولذلك لابد من تجاوز هذه العصابة وبكل الحسابات لمن أراد أن يبنى وطن لجميع السودانيين ، وحسنآ فعل تحالف تأسيس ووضع أسس بناء دولة المواطنة، ويظل أمل كل الشعوب السودانية مقرونآ بخطوات هذا التحالف فى المضى قدمآ فيما توافق عليه السودانيين فى إعلان حكومة الوحدة والسلام السودانية التى يرتجى منها النهوض وبناء الوطن الموحد الذى طالما تغنى به السودانيون وظلوا يحلمون به وقد عبروا عنه عمليآ فى كل الملاحم الوطنية الكبرى فى الريف والحضر عبر انتفاضة اكتوبر 64 وابريل 85، وديسمبر 2018م وثورة جنوب السودان وغرب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق المسلحة !
ويبقى الأمل معقودآ على عدم إلتفات تأسيس واستجابته لأى ضغوط دولية واقليمية ومحلية من أجل القبول بإشراك عصابة 56 فى مستقبل الوطن ، فعصابة 56 هى أس المشكلة والأزمة السودانية ومن كان هو المشكلة حتمآ لن يكون هو الحل !!