محمد عبدالله: الحرب في السودان ليست عبثية .. إنما مخطط إسلامي لتصفية الثورة وتفكيك الدولة!!

الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية
حذر القيادي السابق بالحركة الشعبية والناشط الحقوقي، محمد عبدالله، من أن الحرب الدامية التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عامين لم تعد صراعاً بين طرفين مسلحين، بل تحولت إلى “مشروع شامل لتدمير الدولة السودانية ووأد الثورة الشعبية، تحت غطاء زائف من السيادة والوطنية”.
وفي مقال صحفي مطول بعنوان “استراتيجية الحركة الإسلامية لتصفية الثورة واغتيال الدولة تحت غطاء الحرب”، اتهم عبدالله الحركة الإسلامية بقيادة مخطط طويل الأمد لإعادة إنتاج النظام البائد، عبر إذكاء الحرب وتفخيخ الدولة من الداخل، مشيراً إلى أن هذه الحرب لم تكن وليدة لحظتها، بل ثمرة مؤامرات بدأت منذ سقوط نظام البشير في 2019.
وأوضح عبدالله أن الحركة الإسلامية، التي تلقت ضربة قاصمة بثورة ديسمبر المجيدة، لم تتقبل الهزيمة، وسعت عبر خلاياها النائمة في الجيش والأمن والشرطة، إلى تقويض الفترة الانتقالية، ووأد أي مسار يقود إلى حكم مدني ديمقراطي، وأكد أن انقلاب 25 أكتوبر 2021 شكل لحظة مفصلية في هذا المخطط، إذ “أعاد الإسلاميين إلى الواجهة تحت عباءة العسكر، وفتح الباب أمام الانقسام والحرب”.
وأشار إلى أن إشعال الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل 2023 لم يكن سوى الحلقة الأحدث في هذا المشروع التدميري، حيث راهنت الحركة الإسلامية على حسم الصراع عسكرياً خلال أيام، بدعم من كتائب عقائدية وغطاء سياسي، لكن حساباتهم فشلت، وتحول السودان إلى “مسرح حرب مفتوح”، يدفع فيه المدنيون الثمن الأكبر.
ووصف عبدالله ما يجري بأنه “تصفية ممنهجة للثورة السودانية، واغتيال بطيء للدولة”، مشيراً إلى أن الجرائم والانتهاكات التي تشهدها البلاد اليوم، من قتل على الهوية واغتصاب وتعذيب وإعدامات ميدانية، تكشف الوجه الحقيقي لمن وصفهم بـ”كتائب الإرهاب”، التي تسعى إلى اقتلاع جذور الوعي الثوري، ومحو حلم الدولة المدنية من الذاكرة الجماعية للسودانيين.
وختم عبدالله مقاله بدعوة عاجلة للمجتمع الدولي والقوى الديمقراطية في الداخل والخارج للتحرك العاجل، لكبح جماح هذا المشروع المدمر، ودعم الشعب السوداني في معركته من أجل الحرية والسلام والعدالة.