علاء نقد: خطاب البرهان “تاريخي” لأنه فضحه أمام الجميع .. وهذا جيش يمثل الإسلاميين وليس الدولة!

د. علاء الدين نقد/ القيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"
علاء نقد:
“الحقيقة اليوم واضحة .. هذا جيش الإسلاميين، والبرهان مجرد واجهة لسلطة لم تعد قادرة على الكذب بذكاء”
الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية
وصف الدكتور علاء نقد، عضو تحالف السودان التأسيسي، الخطاب الأخير لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان بـ”الخطاب التاريخي”، ليس لما احتواه من مضامين سياسية أو رؤية مستقبلية، بل لأنه ـ بحسبه ـ كشف زيف ادعاءات البرهان وفضح تناقضاته المتكررة أمام الشعب والعالم.
وقال نقد إن البرهان حاول عبر خطابه أن يُظهر نفسه كحامٍ للدولة ومحاربٍ للفوضى، لكنه في الواقع كشف عن ملامح الانهيار الكامل داخل معسكر بورتسودان، وتناقضات تحالفاته مع التيارات الإسلامية التي كانت سببًا رئيسيًا في إشعال الحرب.
وأشار نقد إلى أن البرهان زعم أن الحرب ضد من يحمل السلاح ضد الدولة، “لكن من حمل السلاح ضد الدولة والشعب طيلة سنوات هو الجيش نفسه، بدءًا من دارفور، ومرورًا بجنوب كردفان والنيل الأزرق، وصولًا إلى الخرطوم”، على حد تعبيره.
وفي معرض تفنيده لخطاب البرهان، لفت نقد إلى تناقض بارز حين قال البرهان “أين هم الكيزان؟”، بينما كان إبراهيم محمود، أحد رموز النظام البائد، يُستقبل في بورتسودان استقبال الأبطال، ويُعقد مجلس شورى الحركة الإسلامية في عطبرة تحت رعاية الجيش، في وقت يرفض فيه تسليم المطلوبين للعدالة الدولية من رموز النظام البائد.
وتابع: “يتحدث البرهان عن بناء جيش مهني، بينما هو منشغل بتكوين مليشيات على أسس قبلية، وبتسليح جماعات مثل الشكرية لقتال أخرى، وهو ما يتناقض كليًا مع خطابه عن دولة القانون والمؤسسات”.
وأضاف نقد أن الخطاب تضمّن اعترافًا مبطنًا بتشظي السلطة في شرق السودان، عندما تحدث البرهان عن “تشوهات” في الخدمة المدنية، وتعيين الوزراء لأقاربهم، في إشارة واضحة إلى وزير المالية جبريل إبراهيم، ما يعكس حجم الانقسامات داخل تحالف السلطة في بورتسودان.
كما ذكر الدكتور نقد بتناقضات البرهان في ملف التفاوض، حيث وافق على مخرجات قمة الإيقاد في جيبوتي، ثم تراجعت حكومته ـ عبر وزارة الخارجية التي وصفها بـ”الكيزانية” ـ عن تلك المخرجات في اليوم التالي. الأمر ذاته تكرر في رمضان الماضي حين رفض الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي مبادرة الهدنة رغم ترحيب دولي واسع بها.
واعتبر نقد أن هذه السلسلة من التناقضات تؤكد أن الجيش “لا يزال أسيرًا للمؤتمر الوطني والإسلاميين”، مضيفًا أن “تصريحات قادة الجيش مثل المصباح وياسر العطا، وضيوف الإعلام المنتمين للتيار الإسلامي، جميعها تؤكد هيمنة هذا التيار على المؤسسة العسكرية”.