منعم سليمان يكتب: الإمارات هدفاً لـ(إخوان) السودان!

4
منعم-سليمان

منعم سليمان يكتب: الإمارات هدفاً لـ(إخوان) السودان!

 

 

بقلم: منعم سليمان

 

في مشهدٍ يشي بانهيارٍ كاملٍ للمعايير الأخلاقية والسياسية، وبالغباء السياسي كما الشخصي، ظل ياسر العطا، نائب قائد الجيش، وأحد أركان سلطة الأمر الواقع في بورتسودان، يهاجم ويشتم دولة الإمارات العربية المتحدة، بطريقة حقيرة وبذيئة ومبتذلة، وغير مسبوقة في إدارة الخلافات بين الدول.

وفي مفارقة مروعة، تسارع سلطة بورتسودان، منزوعة الشرعية، إلى التهجم على أبوظبي، وتشكوها في لاهاي، في مفارقةٍ مضحكةٍ مبكية، إذ تتهمها بـ “الإبادة الجماعية”، في حين أن هذه السلطة نفسها ترفض تسليم مجرمي الحرب المطلوبين لدى العدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب مروعة ضد شعبهم، منها جريمة الإبادة الجماعية، والذين ما زالوا يديرون آلة القتل والدمار من خلف الستار، بأيدٍ ملوثة بدماء الأبرياء، وضمائر مشلولة!

لقد امتدت يد هذه السلطة الآثمة إلى خارج الحدود، تنقل فوضاها ومؤامراتها إلى بلدٍ يعيش فيه ما يربو على (200) ألف سوداني – بحسب إحصاءات ما قبل الحرب – وتعتمد أسرهم على إعاناتهم بشكل مباشر. وقد بلغت الوقاحة بهذه السلطة الكيزانية المنهارة، التي أشعلت الحرب وشردت الشعب السوداني وفرقته أيدي سبأ، أن نقلت أنشطتها الإجرامية إلى دولة الإمارات، حيث أعلن النائب العام الإماراتي، الدكتور حمد سيف الشامسي، أمس الاربعاء، عن إحباط عملية تهريب أسلحة ومعدات عسكرية إلى الجيش السوداني، ما يمثل خرقًا سافرًا لسيادة دولة شقيقة، لا يقوم به إلا من لا دين له ولا خُلُق، ولا يمثل السودانيين في شيء، إلا من ينتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين، المعروفون سودانياً بـ “الكيزان”، جماعة الغدر والتآمر العابرة للحدود.

وبحسب بيان النائب العام الإماراتي؛ تم ضبط شحنة تضم ملايين الطلقات من ذخائر مدافع ثقيلة، وعددًا من الأسلحة والرشاشات والقنابل، ضمن صفقة بملايين الدولارات أُبرمت عبر شركة يملكها عنصر هارب يعمل لصالح الجيش، وبعلم وإشراف قيادة الجيش في السودان. ولتكتمل الجريمة، تم تزوير عقود الشحن، وتقديمها على أنها استيراد للسكر!

هكذا يُخادعون، وهكذا يُهرّبون، وهكذا يخونون الوطن والإنسان والدين.

لكن الأخطر ليس مجرد التهريب، بل أن يُدار هذا الجُرم من قلب دولة لم تُقصّر يومًا في مساندة السودان، وأن يُستخدم فيها ضباطٌ سابقون، وجواسيس، ومستشارون سابقون، وشخصيات سياسية محسوبة على رأس الدولة الانقلابية. ويظهر من خلف الكواليس، مجددًا، الشبح الأسود صلاح قوش، المجرم الهارب إلى مصر، الذي لا يزال يمارس مهنته الأثيرة: صناعة الخراب.

إن تحويل الإمارات إلى منصة لتهريب السلاح، ليس فقط انتهاكًا لسيادة دولة، وجريمة جنائية تُعاقب عليها القوانين، بل خيانة مزدوجة: خيانة لشعب السودان الذي أنهكته الحرب، وخيانة لدولةٍ شقيقة ما فتئت تمد يد العون لشعب جريح، بينما يطعنه “إخوان الخراب” في خاصرته.

أما المأساة الحقيقية، فهي أن هذه السلطة التي لا تسيطر على عاصمة بلادها، ولا على الشرعية، ولا على قلوب الناس، لا تكتفي بتدمير السودان من الداخل، بل تُصرّ على تلويث سمعته في الخارج، وتشويه صورته لدى العالم بأسره. إنها سلطة لا تُجيد سوى القتل والفساد والنهب والكذب، ولا تسعى إلا إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتدوير مشروع النفايات الإسلامية التي كنسها الشعب في ثورته (ديسمبر) المجيدة.

ورغم الهجوم الإعلامي الشرس لجماعة الإخوان داخل الجيش وخارجه على دولة الإمارات، ومحاولة إدانتها والإساءة إلى صورتها أمام العالم، ظلّت حكومة الإمارات تسمح بوصول السلع والبضائع والأدوية والمعدات الطبية عبرها إلى السودان من أجل هذا الشعب المكلوم. لكن سلطة المجرمين، التي تتخذ من بورتسودان عاصمةً لها بعد هروبها من الخرطوم، لا تدّخر جهدًا في مفاقمة أزمة الشعب السوداني، وجعله منبوذًا وغير مرغوب فيه في جميع دول العالم. فبعد أن شردته من وطنه، ها هي تطارده في كل بقاع الأرض، تشوّه سمعته وتمارس الإجرام باسمه!

إنها سلطة مافيوزية لا شأن لها بالحكم والشعب والوطن.

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *