العدل الدولية: لا دعوى ولا اختصاص .. ضربة موجعة للجيش السوداني!

بلو نيوز الإخبارية – متابعات
في تطور قضائي لافت يحمل أبعادًا سياسية وقانونية عميقة، أسقطت محكمة العدل الدولية، اليوم الإثنين، الدعوى المقدمة من قيادة الجيش السوداني ضد دولة الإمارات، معتبرةً أن المحكمة “غير مختصة” بالنظر في القضية، ما يعني بلغة القانون أن الدعوى أصبحت كأن لم تكن دون أن يترتب عليها أي أثر قانوني أو مسؤولية على الطرف المدعى عليه.
ووفق تقرير نشره موقع “العين” الإخباري، فإن القرار يمثل انتصارًا قانونيًا ودبلوماسيًا واضحًا للإمارات، حيث لم تُدان في القضية، بل لم يُفتح لها مسار قضائي من الأساس، ما يعزز موقفها أمام المجتمع الدولي ويدحض الاتهامات التي وُجهت لها بدعم قوات الدعم السريع في الحرب المندلعة بالسودان منذ أبريل 2023.
نكسة قانونية للسلطة المؤقتة في بورتسودان
قرار المحكمة شكّل ضربة موجعة للحكومة العسكرية المؤقتة في بورتسودان، التي كانت تأمل في تحقيق إدانة دولية للإمارات، عبر هذا المسار القضائي، كجزء من استراتيجيتها في الحرب الإعلامية والسياسية المصاحبة للنزاع. لكنّ الرفض الصريح من المحكمة كشف خللًا فادحًا في إعداد الشكوى، سواء من حيث الأسس القانونية أو توافر الاختصاص.
ويرى مراقبون أن هذه الانتكاسة تُظهر الارتباك داخل المؤسسة الحاكمة في بورتسودان، وتدق ناقوس الخطر بشأن طريقة تعاطيها مع الملفات الدولية، خاصة في ظل ظروف الحرب والانقسام الحاد الذي تعيشه البلاد.
رسالة قانونية تتجاوز حدود النزاع
قرار المحكمة يحمل في طياته رسائل أبعد من إسقاط الدعوى، إذ يؤكد التزام القضاء الدولي بالمبادئ القانونية الصارمة، ويرسّخ صورة الإمارات كدولة تحترم القانون الدولي وترفض الزج باسمها في أزمات معقدة دون أدلة أو اتفاقيات ملزمة.
ويبرز القرار وفق التقرير محاولات صرف الأنظار عن المسؤوليات الحقيقية إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، في وقت تشدد فيه الإمارات على ضرورة وقف إطلاق النار، والدفع نحو حل سلمي شامل ينهي معاناة الشعب السوداني.
دعوة للتركيز على المأساة السودانية الحقيقية
وفي موقف يعكس توجهًا إنسانيًا مسؤولًا، دعت الإمارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى عدم الانشغال بقضايا جانبية، والتركيز بدلًا من ذلك على الكارثة الإنسانية المستفحلة في السودان، وضمان إيصال المساعدات، ومحاسبة من يعرقلون الإغاثة ويزيدون من آلام المدنيين.