الجنينة: الوكالة السودانية للإغاثة تحذر .. أكثر من 20 ألف أسرة نازحة تستغيث في غرب دارفور!

غرب دارفور – بلو نيوز الإخبارية
أعلنت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية بولاية غرب دارفور أن أكثر من 20 ألف أسرة نازحة وصلت إلى الولاية هرباً من نيران الحرب المستعرة في مناطق متعددة من السودان. أوضاع مأساوية، وخدمات شبه منعدمة، ومعاناة تتجاوز حدود الاحتمال، هذه هي العناوين الكبرى لواقع مؤلم يعيشه النازحون في غرب البلاد.
مدير الوكالة، ضو البيت آدم يعقوب، وصف الوضع الإنساني في المنطقة بـ”الحرج للغاية”، مشيرًا إلى أن تدفق آلاف النازحين فاق قدرة المؤسسات المحلية على الاستجابة، إذ لا تتجاوز نسبة تقديم الخدمات الأساسية 5% فقط، في ظل انعدام الدعم الكافي. وقال يعقوب: “نواجه أزمة خانقة لا يمكن تجاوزها دون تدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة.”
وأكد أن الوكالة تبذل قصارى جهدها لتسهيل عمليات الشركاء الإنسانيين، لكنها في أمسّ الحاجة إلى دعم أكبر لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة، بما في ذلك الغذاء، والمياه، والرعاية الصحية، والمأوى.
من جانبه، قال تجاني الطاهر كرشوم، رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب دارفور، إن غالبية النازحين وصلوا بعد أن تعرضوا لهجمات ممنهجة بالطائرات الحربية والمسيرة، استهدفتهم على أسس عنصرية وجهوية. وأوضح أن هذه الأفعال الإجرامية لا تمثل أخلاق وقيم الشعب السوداني، المعروف بالتسامح والتعايش السلمي.
كرشوم حذر من أن أي تأخير في الاستجابة الإنسانية قد يؤدي إلى كارثة واسعة النطاق، مشيراً إلى تقارير صادمة من وزارة الصحة حول تفشي سوء التغذية بين الأطفال وظهور أمراض معدية في مراكز الإيواء المؤقتة.
أما ممثل النازحين، فقد روى فصولًا من الجحيم الذي عاشوه في رحلة استمرت 21 يوماً من الخرطوم إلى الجنينة، تخللتها عمليات قصف بالطائرات، وذبح جماعي، وقتل ميداني. وقال إن النازحين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة في أماكن إقامتهم الحالية، مما يزيد من هشاشتهم ومعاناتهم اليومية.
في ظل هذه الأوضاع الكارثية، يتزايد الضغط على المجتمع الدولي للتدخل العاجل، وتقديم المساعدة قبل أن تتحول الأزمة إلى مأساة إنسانية لا يمكن احتواؤها.