التوترات العسكرية في السودان: خلافات داخل الجيش بسبب تدخل الحرس الثوري الإيراني

متابعات – بلو نيوز الإخبارية
كشف مصدر عسكري رفيع، في تصريحات حصرية لصحيفة “إدراك” من مدينة بورتسودان بشرق السودان، عن تصاعد حدة الخلافات بين القيادات العسكرية في الجيش السوداني، مما يهدد باندلاع صراع داخلي قد يُعمق من الأزمات الأمنية في البلاد. وحسب المصدر، فإن الخلافات نشبت على خلفية قرار تنظيم الحركة الإسلامية بنقل عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى منطقة “الرقبة”، التي تبعد 10 كيلومترات عن مدينة بورتسودان، بعد تعرض قاعدة “فلامنجو” العسكرية للقصف بالطائرات المسيّرة.
وأشار المصدر إلى أن هذه الخطوة، التي شهدت تعزيزاً للحضور العسكري الإيراني وحزب الله اللبناني في المنطقة، قد أشعلت فتيل التوتر داخل صفوف الجيش السوداني، وذكر المصدر أن قرار نقل القوات الإيرانية، الذي جاء نتيجة الضغوط المتزايدة على قاعدة “فلامنجو”، قابلته اعتراضات شديدة من قيادات رفيعة في الجيش، التي اعتبرت أن هذا التواجد الأجنبي المتزايد قد يزيد من تعقيد الأوضاع، ويدفع بالقوات السودانية نحو ساحة صراع دولي، حيث قد تصبح البلاد ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
وتأتي هذه الخلافات في وقت حساس، حيث كانت التقارير الاستخباراتية قد أوردت تحذيرات بشأن “تغلغل الإسلاميين” في الجيش السوداني، لا سيما مع تزايد النفوذ الإيراني داخل المعسكرات العسكرية. وعُثر على شعارات متطرفة مرتبطة بجماعات إخوانية، تُعتبر مقربة من الرئيس المخلوع، عمر البشير، مما يزيد من المخاوف بشأن توجهات الجيش المستقبلية.
من جهة أخرى، أكد المصدر العسكري أن الوضع في مدينة بورتسودان بات على شفير الانفجار، حيث عبرت العديد من البعثات الدبلوماسية عن قلقها الكبير، ما دفعها إلى اتخاذ قرار مغادرة البلاد، وسط توقعات بحدوث تدهور أمني قد ينفجر في أي لحظة.