عودة الأمل إلى جنوب الخرطوم .. “أطباء بلا حدود” تستأنف المعركة ضد الكوليرا من قلب مستشفى بشائر

10
اطباء بلا جدود

وكالات – بلو نيوز الإخبارية

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن استئناف نشاطها الإنساني في مستشفى بشائر جنوبي الخرطوم، لمواجهة التفشي المتسارع لوباء الكوليرا، بعد توقف دام خمسة أشهر بسبب الهجمات المتكررة على الطواقم الطبية في المنطقة.

المنظمة الدولية، التي انسحبت من المستشفى في 10 يناير احتجاجًا على تصاعد العنف آنذاك، تعود اليوم إلى منطقة لا تزال تئن تحت وطأة النزاع، ولكنها أكثر استقرارًا بعد أن استعادت القوات المسلحة السيطرة عليها في أواخر مارس الماضي.

وفي بيان رسمي تلقته “سودان تربيون”، أكدت المنظمة أن فريقها عاد للعمل “بشراكة وثيقة مع وزارة الصحة السودانية” لتلبية الاحتياجات الطبية المتفاقمة، مركّزًا على إنشاء وحدة علاج للكوليرا بطاقة 20 سريرًا، وسط مؤشرات مقلقة على تفشٍّ قد يخرج عن السيطرة.

وقال سليمان عمار، منسق الشؤون الطبية مع المنظمة، إن فرق “أطباء بلا حدود” قامت بتدريب أكثر من 60 عاملاً صحيًا، في خطوة استباقية لتعزيز الجاهزية، كما تم إيصال شحنات من الأدوية والمستلزمات الحيوية إلى المستشفى الذي كان حتى وقت قريب خاليًا إلا من متطوعين شجعان أعادوا تشغيله وسط النيران.

ومع تدهور النظام الصحي إلى مستويات كارثية في جنوب الخرطوم، حيث لا تزال المرافق الطبية تعمل بأقل من طاقتها أو مغلقة تمامًا، أكدت كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ في السودان، أن “الاحتياجات في الخرطوم هائلة”، مشددة على ضرورة تكثيف الدعم الإنساني وضمان حماية العاملين الصحيين.

وأضافت فيليبو: “تفشي الكوليرا ليس سوى قمة جبل الجليد في معاناة السكان. سواء من بقوا داخل الخرطوم أو عادوا إليها من النزوح، الجميع بحاجة إلى رعاية صحية فورية وآمنة. لا يمكن أن نتركهم وحدهم في وجه الموت البطيء.”

وتقدم “أطباء بلا حدود” الرعاية الصحية من خلال عيادات متنقلة في مناطق مختلفة من العاصمة، إلى جانب دعمها المستمر لمستشفيي البلك والنو في أم درمان، حيث يحاول الأطباء مقاومة الانهيار بجسارة، في معركة لا تقل شراسة عن تلك الدائرة في الميدان.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *