الشمالية: اعتقال صحفي بسبب “منشور حمدوك” .. والتهمة المطالبة بوقف الحرب!

الولاية الشمالية – بو نيوز الإخبارية
اعتقلت سلطات الاستخبارات العسكرية بمدينة نوري الصحفي منير التريكي، السبت 10 مايو 2025، إثر كتاباته المطالِبة بوقف القتال، قبل أن تفرج عنه لاحقًا بعد 36 ساعة من الاحتجاز القاسي والتحقيق المكثف.
وفي بيان أصدره يوم الاثنين، كشف التريكي عن تفاصيل مثيرة لعملية اعتقاله، بدأت حين داهم عناصر من جهاز المخابرات منزله، وطلبوا تفتيش هاتفه المحمول، مبرزين بطاقة تعريف عسكرية. ورغم إخباره لهم بظروفه العائلية الطارئة، اقتادوه إلى مكتب استخبارات عسكرية في مدينة مروي، حيث خضع لاستجوابات مطوّلة حول نشاطه في مجموعات “واتساب”، وخصوصًا منشوراته التي أشادت بـ”إنجازات حكومة عبد الله حمدوك”.
وقال التريكي إن المحققين واجهوه بتهم “نشر أفكار معادية” و”التشجيع على إنهاء الحرب”، واتهمه أحد الضباط بالتحريض السياسي و”الترويج لشعارات الثوار”، في إشارة إلى الهتافات المناهضة للحرب والمتداولة على منصات التواصل.
وأكد الصحفي أن احتجازه تم في ظروف صعبة ودون سند قانوني، مضيفًا أنه أُجبر على كتابة تعهد خطي وبصم عليه، قبل أن يُطلق سراحه مساء الأحد، مع إلزامه بترك رقم هاتفه وتسليمه لنقطة تفتيش عسكرية.
ويأتي هذا الحادث في سياق ما وصفته قوى مدنية ولجان مقاومة بأنه “حملة ممنهجة” تستهدف النشطاء والإعلاميين الذين يرفضون الحرب، ويتهمون بالمحاباة لقوات الدعم السريع أو معارضة الجيش.
ويحذر مراقبون من أن قمع حرية التعبير في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش بات يتصاعد بوتيرة مقلقة، في وقت تزداد فيه دعوات إنهاء الحرب واستعادة المسار المدني في السودان.