“جوبا” تتهم “بورتسودان” بابتزازها بورقة النفط: “قرار وقف الصادرات سياسي بغطاء أمني”!

18
النفط

وكالات – بو نيوز الإخبارية

اتهم مسؤولون في حكومة جنوب السودان السلطات السودانية المدعومة من الجيش باستخدام ملف صادرات النفط كورقة ضغط لابتزاز جوبا مالياً، مؤكدين أن قرار الخرطوم الأخير بوقف تصدير النفط الجنوبي لا علاقة له بالهجمات على المنشآت، وإنما يهدف إلى إجبار جنوب السودان على رفع رسوم عبور النفط.

ويأتي هذا الاتهام بعد تلقي وزارة الطاقة في جوبا رسالة من نظيرتها في الخرطوم، تطلب فيها من الشركات الاستعداد لإغلاق منشآت التصدير، عقب هجمات نفذتها قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة على محطات ضخ ومستودعات وقود في مناطق يسيطر عليها الجيش السوداني.

وقالت بورتسودان إن الهجمات تسببت في انقطاعات كهربائية بمرافق بحرية حيوية، ما أثر على قدرة السودان على تحميل النفط الخام وتخزينه، محذرة من أزمة وقود وشيكة تهدد النقل والتشغيل في مناطق واسعة.

لكن مصادر فنية في وزارة البترول بجنوب السودان، تحدثت لموقع “سودان تربيون” شريطة عدم كشف هويتها، أشارت إلى أن الرسالة التي حملت تهديد الإغلاق وصلت في يوم غير رسمي للعمل، مما يدل على طابعها السياسي المستعجل أكثر من كونه فنيًا بحتًا.

ويعتمد جنوب السودان، الذي لا يملك منافذ بحرية، بشكل كلي على السودان لتكرير وتصدير نفطه عبر ميناء بورتسودان. ويبلغ حجم صادراته الحالية قرابة 110 آلاف برميل يوميًا، تمثل شريان حياة لاقتصاد البلاد.

ويقول مراقبون إن توقيت التهديد السوداني يعكس أزمة مالية خانقة يمر بها الجيش السوداني بعد عامين من الحرب الطاحنة مع قوات الدعم السريع، حيث تسعى الحكومة إلى تعويض نزيف الموارد بزيادة رسوم العبور على نفط الجنوب.

كما يرى محللون أن الخرطوم تسعى إلى إرسال رسالة غير مباشرة إلى جوبا والمجتمع الإقليمي، مفادها أن هجمات الدعم السريع على المنشآت الحيوية لا تهدد فقط السودان بل تنعكس آثارها أيضًا على دول الجوار، ما يوجب موقفاً إقليمياً موحداً ضد التصعيد العسكري.

وتعيش البلاد حالة انقسام ميداني حاد، حيث تسيطر قوات الجيش على الشمال والشرق ووسط السودان، في حين تهيمن قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب، وسط انسداد سياسي شامل ومخاوف من تحول النزاع إلى صراع إقليمي مفتوح.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *