مقتل “غنيوة” يهز طرابلس .. نهاية رجل الظل الذي ربط طرابلس بدارفور!

9
قنوة

متابعات – بلو نيوز الاخبارية

 

في تطور لافت للمشهد الليبي، قُتل عبد الغني الككلي، الشهير بلقب “غنيوة”، أحد أبرز أمراء الحرب وقادة الميليشيات في العاصمة طرابلس، ما يفتح الباب أمام تداعيات أمنية وسياسية عميقة داخل ليبيا، وخارجها، لاسيما في السودان ودول الجوار الإفريقي.

غنيوة، الذي انطلقت مسيرته من أحد أفران أبو سليم قبل أن يتحول إلى زعيم ميليشياوي نافذ، كان يقود جهاز “دعم الاستقرار” بقبضة من حديد، مسيطرًا على أحياء واسعة من طرابلس وممسكًا بخيوط تهريب معقدة عابرة للحدود، تشمل تجارة الذهب والسلاح والبشر. ماضيه الإجرامي، وسنوات سجنه، وانخراطه في الفوضى التي أعقبت ثورة 2011، شكّلت خلفية لرجل تحوّل إلى أحد أركان المشهد الليبي المسلح.

فراغ في طرابلس وإرباك إقليمي

مقتله المفاجئ يترك فراغًا كبيرًا في معادلة السيطرة الأمنية بطرابلس، وسط ترقب لصراعات محتملة بين المليشيات المنافسة التي كانت تتحاشى الاصطدام به، مما قد يعيد رسم خارطة التحالفات داخل العاصمة، ويفتح ملفات الانتهاكات التي ارتكبت تحت مظلته وهي ملفات لم تُغلق بعد، محليًا أو دوليًا.

لكن ما وراء الحدث الليبي محض محلي، إذ إن غنيوة كان يمثل حلقة وصل ضمن شبكة مصالح تمتد إلى السودان، وخصوصًا إقليم دارفور وكردفان، حيث تنشط شبكات تهريب تم ربطها بفلول النظام السوداني السابق، وعناصر عسكرية متورطة في صراعات داخلية.

سقوط حليف الظل في ملف التهريب والدعم غير الرسمي

رغم عدم وجود تحالف رسمي بين غنيوة والجيش السوداني، إلا أن شبكة علاقاته كانت تخدم مصالح مشتركة مع بعض القوى السودانية، خاصة تلك التي وقفت ضد تمدد قوات خليفة حفتر جنوبًا، قرب الحدود المشتركة.

مصادر مطلعة تؤكد أن الككلي وفّر، عبر شبكات التهريب التي يديرها، دعمًا لوجستيًا وتمويليًا غير مباشر لعدة جهات سودانية، ما يجعل مقتله ضربة قاصمة لهذه الشبكات، التي كانت تنقل الذهب والسلاح عبر ليبيا إلى السودان، مستغلة الفوضى في المناطق الحدودية.

رسائل تتجاوز الحدود

مقتل غنيوة ليس مجرد تصفية داخلية، بل رسالة بإعادة خلط أوراق معقدة، قد يستغلها المجتمع الدولي لإعادة فتح ملفات انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، مع تسليط الضوء على الارتباطات الإقليمية، لا سيما مع السودان. كما أنه يُضعف النفوذ غير المرئي لبعض الجهات السودانية التي كانت تعتمد على غنيوة كحليف من خلف الستار.

خلاصة المشهد: سقوط غنيوة قد لا يكون النهاية، بل بداية لفصل جديد من الصراع في ليبيا، وتراجع في نفوذ سوداني غير رسمي كان ينفذ عبر بوابة الغرب الليبي.

 

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *