في أولى محطاته الخارجية .. ترمب يحل ضيفًا على الرياض وسط مراسم استثنائية واتفاقيات تاريخية

13
WhatsApp Image 2025-05-13 at 20.17.00

الرياض – بلو نيوز الاخبارية

في مشهد يعكس عمق التحالف الإستراتيجي والشراكة الممتدة لأكثر من تسعة عقود، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم، فخامة الرئيس الأمريكي دونالد جي ترمب، الذي وصل إلى العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة خارجية له خلال ولايته الثانية.

وعلى أرض مطار الملك خالد الدولي، اصطف المستقبلون في استقبال رسمي لافت، تقدّمه ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، فيما عزفت الأبواق العسكرية وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبًا بالرئيس الأمريكي.

وفي صالة التشريفات الملكية، عقد ولي العهد لقاءً ودياً مع ترمب، تبادلا خلاله القهوة السعودية وأحاديث السياسة والاقتصاد والسلام العالمي، ليفتحا بذلك فصلًا جديدًا من العلاقات الثنائية، تجلّت مؤشراته سريعًا في التصريحات والاتفاقيات التي تلت الزيارة.

ترمب: “كل ما أقوم به هو من أجل رجل واحد فقط.. محمد بن سلمان”

الرئيس الأمريكي لم يخفي إعجابه العميق بشخصية ولي العهد، إذ قالها صراحة: “أنا أحب محمد بن سلمان.. أحبه جدًا، لأنه رجل عظيم”، وأعلن، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بناءً على طلب ولي العهد، مؤكدًا أن وزير خارجيته سيبدأ محادثات مباشرة مع نظيره السوري، في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا مفاجئًا في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.

كما أكد ترمب: “لن أتردد في استخدام القوة الأمريكية لحماية المملكة، فهي الحليف الأقرب والأقوى لنا”، مضيفًا أن زيارته للرياض “تاريخية بكل المقاييس” وأن “مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من هنا، من قلب السعودية.”

اتفاقيات بمليارات الدولارات وشراكات تمتد إلى الفضاء والذكاء الاصطناعي

الزيارة حملت في طياتها شراكة غير مسبوقة؛ إذ تم توقيع أكثر من 10 اتفاقيات استراتيجية شملت مجالات الدفاع، القضاء، الفضاء، الذكاء الاصطناعي، البيئة، النقل، الصحة، الجمارك والطاقة أبرزها:

  • توقيع أكبر اتفاقية دفاعية في التاريخ بقيمة تجاوزت 142 مليار دولار.
  • إعلان شركة بوينغ تعاونها مع المملكة لتصنيع مقاتلات F-15 EX محليًا.
  • توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء السعودية وناسا ضمن مشروع “أرتميس 2”.
  • دخول السعودية شريكًا رئيسيًا في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية مع مستشاري البيت الأبيض.
  • اتفاقات استثمارية تجاوزت 300 مليار دولار، مع توقعات أن تصل قيمة التعاون إلى تريليون دولار خلال السنوات القادمة.

كما حضر الرئيس الأمريكي منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي شهد مشاركة نخبة من رؤساء الشركات العالمية، بينها أوبر، بلاك روك، وسبايس إكس، بإجمالي قيمة سوقية تبلغ 7.38 تريليون دولار.

ولي العهد: “اقتصادنا اليوم شريك أمريكا الأول في المنطقة”

من جانبه، أكد ولي العهد أن رؤية المملكة 2030 حققت معظم مستهدفاتها، وأن الاتفاقات الأخيرة ستدعم التوطين وفرص العمل، مضيفًا: “سنعمل على توسيع التعاون مع الولايات المتحدة ليشمل السلام، الاقتصاد، والأمن في العالم”.

وفي رسالة سياسية واقتصادية واضحة، شدد الأمير محمد بن سلمان على أن المملكة أصبحت لاعبًا محوريًا في تشكيل مستقبل المنطقة والعالم، في وقت باتت فيه القطاعات غير النفطية في المملكة تتفوق على القطاع النفطي من حيث الإيرادات.

من الرياض يبدأ الشرق الأوسط الجديد

ترمب، الذي وصف السعودية بأنها وطن السلام وصانعة التحولات الكبرى، أعلن من الرياض استعداده لطي صفحة الماضي، وإطلاق شراكات جديدة أكثر عمقًا وشمولًا.

وفي واحدة من أكثر الجمل تعبيرًا، قال ترمب: “المنطقة تشهد تحولًا كبيرًا ورائعًا بقيادة الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، وسنكون معًا في كل خطوة على هذا الطريق.”

وبينما تتجه أنظار العالم إلى الرياض، تبدو ملامح حقبة جديدة تتشكل، حيث تلتقي المصالح وتصاغ التحالفات، وترسم خرائط المستقبل من قلب الشرق الأوسط، بقيادة “سعودية أمريكية” لم تعد تقف عند حدود السياسة، بل تمتد إلى الفضاء، والاقتصاد الرقمي، والطاقة، وحتى صناعة المستقبل نفسه.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *