في الذكرى 42 لتأسيس الجيش الشعبي: الفريق سعيد ماهل يدعو لاقتلاع جذور الإسلام السياسي وبناء السودان الجديد!

الفريق سعيد يوسف ماهل:
“لن تنتهي مآسي السودان ما لم تقتلع جذور الإسلام السياسي من السودان، وبناء دولة تقوم على أسس المواطنة المتساوية والحرية والعدالة واحترام التنوع”
الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية
في ذكرى مرور 42 عامًا على تأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، أصدر الفريق سعيد يوسف ماهل، رئيس الحركة الشعبية – قطاع أبومطارق ونائب رئيس التحالف السوداني للشؤون العسكرية، بيانًا سياسيًا حمل رسائل قوية وتحذيرات صريحة من خطورة الأوضاع في السودان، مجددًا التمسك برؤية “السودان الجديد” كطريق للسلام الدائم والتحول الديمقراطي.
وفي بيانه، توجه الفريق ماهل بتحية الوفاء والعرفان إلى شهداء الحركة الشعبية وكل الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة والعدالة، مشيدًا بجماهير الشعب السوداني التي ظلت صامدة في وجه المحن، كما خص بالتحية روح القائد والمؤسس الدكتور جون قرنق دي مبيور، ورفاقه الذين مهدوا الطريق نحو سودان يسع الجميع.
وأكد البيان أن الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان كانت ولا تزال من أكبر حركات التحرر الوطني في القارة، انطلقت من هامش الدولة لتكسر هيمنة المركز، رافعة راية العدالة والمساواة، وساعية لبناء دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية تعترف بالتنوع الديني والثقافي والإثني، وتصون كرامة الإنسان وحقوقه.
وفي رسالته السياسية، اعتبر الفريق ماهل أن الحرب الدائرة حاليًا في السودان تمثل “المنعطف الأخطر في تاريخ البلاد”، مشيرًا إلى أنها ليست سوى نتاج مباشر لتآمر قوى الإسلام السياسي وفلول النظام البائد الذين يسعون، عبر الدماء والدمار، إلى العودة للسلطة، وأشار ماهل إلى أن هذه الحرب أدت إلى تهجير عشرات الملايين وتدمير البنية التحتية، ووضعت السودان على حافة أكبر كارثة إنسانية في العالم.
وقال ماهل: “لن تنتهي مآسي السودان ما لم تُقتلع جذور الإسلام السياسي من الحياة العامة، وبناء دولة تقوم على أسس المواطنة المتساوية والحرية والعدالة واحترام التنوع”.
ودعا في ذات السياق اطراف الحرب إلى وقف فوري وغير مشروط للقتال، وفتح ممرات آمنة للإغاثة الإنسانية، مؤكدًا أن “صوت السلاح لن يبني وطنًا، ولن يحقق استقرارًا”.
كما دعا جماهير الشعب السوداني في الداخل والخارج إلى الالتفاف حول رؤية السودان الجديد، التي وصفها بأنها “الأمل الحقيقي والطريق الوحيد لإنقاذ البلاد من التمزق والانهيار، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة”.
نص البيان …
في الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان
في هذه الذكرى المجيدة لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، نتقدم بأسمى آيات التقدير والثناء لشهدائنا الأبرار، الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن من أجل الحرية والكرامة والعدالة، كما نحيي جماهير شعبنا السوداني الوفية، التي لم تبخل يوماً بالتضحيات، وظلت تواصل السير بثبات نحو بناء السودان الجديد. السودان الذي يسع الجميع، على قاعدة المساواة والعدالة والاعتراف بالتنوع.
وإننا في هذا اليوم التاريخي، نخص بالتحية الثورية والتبجيل الخالد لروح القائد والمؤسس والمفكر الملهم والأب الروحي للحركة الشعبية والجيش الشعبي، الدكتور جون قرنق دي مبيور، الذي أضاء لنا دروب النضال برؤية السودان الجديد، ومعه رفاقه المناضلون الذين صنعوا بدمائهم وإيمانهم الطريق نحو وطن يتسع للجميع، كما نوجه تحية تقدير وتهنئة لفخامة الرئيس سلفاكير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، القائد الذي واصل حمل شعلة النضال من أجل تحقيق أحلام الشعوب في الحرية والانعتاق.
لقد كانت الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان أكبر حركات التحرر الوطني في السودان وإفريقيا، انطلقت من الهوامش لتكسر قيود المركزية، رافعة رايات الحرية والعدالة والمساواة، ومؤمنة بإعادة صياغة العقد الاجتماعي على أساس الاعتراف بالتعدد الديني والتنوع الإثني والغنى الثقافي وبناء دولة ديمقراطية لا مركزية، تحترم إنسانها وتؤمن بكرامته وحقوقه.
تطل علينا هذه الذكرى العزيزة، وبلادنا تمر بأخطر مراحلها، إذ تعصف بها حرب مدمرة هي الأخطر من بين كل الحروب السابقة، حرب اندلعت من داخل مركز السلطة، وأدت الى هروب السلطة نفسها من مركزها، وفرغت العاصمة من مؤسساتها وسلطتها، وهجرت عشرات الملايين من المواطنين، ودمرت المؤسسات والبنية التحتية للدولة، ووضعت السودان أمام كارثة إنسانية هي الأكبر في العالم اليوم.
إن هذه الحرب ليست إلا امتدادًا لمخططات قوى الإسلام السياسي وفلول النظام البائد الذين أطاح بهم شعبنا في ثورة ديسمبر المجيدة عام 2019، لكنهم ما زالوا يسعون بكل الوسائل الدموية إلى استعادة السلطة، ولقد كان الإسلاميون هم المحرك الرئيسي لحروب السودان كافة، من جنوبه إلى دارفور، ومن جبال النوبة إلى النيل الأزرق، فخلفوا وراءهم ملايين الشهداء والمفقودين، وجراحاً لا تندمل في ذاكرة شعبنا، ولن تنتهي مآسي السودان ما لم تقتلع جذور الإسلام السياسي من الحياة العامة، وتبنى دولة سودانية جديدة تقوم على أسس المواطنة المتساوية والحرية والعدالة واحترام التنوع، وتكفل لشعبها أن يختار حكامه عبر صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة، بعيدًا عن الإقصاء والوصاية والهيمنة.
رغم التحديات الجسام التي واجهت مشروع السودان الجديد بعد رحيل القائد الدكتور جون قرنق، فإننا لا زلنا مؤمنين ومتمسكين بهذه الرؤية التحررية المتقدمة التي باتت تمثل حلم ملايين السودانيين، للخروج من ظلمات السودان القديم، “سودان الظلم والحروب والفقر والعنصرية”، إلى فجر السودان الجديد، “سودان التسامح والسلام والكرامة الإنسانية”.
وننتهز هذه السانحة العظيمة لنتوجه بنداء عاجل إلى أطراف النزاع في السودان، مطالبين بوقف هذه الحرب العبثية فورًا، والتي لم تجلب لشعبنا سوى الدمار والنزوح والموت، وإن صوت السلاح لن يبني وطنًا، ولن يحقق استقرارًا، وعليه، فإننا ندعو إلى وقف فوري وغير مشروط للقتال، وفتح الممرات الآمنة أمام قوافل الإغاثة الإنسانية، والسماح بوصول المساعدات إلى كل المحتاجين دون عوائق أو قيود، احترامًا لكرامة الإنسان السوداني وحقه في الحياة.
ندعو جماهير شعبنا في الداخل وفي الخارج إلى الالتفاف حول رؤية السودان الجديد، فهي الأمل الحقيقي والطريق الوحيد لإنقاذ وطننا من التمزق والانهيار، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لأجيالنا القادمة.
عاشت الحركة الشعبية وعاش الجيش الشعبي وعاش الشعب السوداني الأبي.
النضال مستمر والنصر أكيد.
الفريق / سعيد يوسف ماهل
رئيس الحركة الشعبية – قطاع أبومطارق
نائب رئيس التحالف السوداني للشؤون العسكرية
16 مايو 2025