فاطمة لقاوة: البرهان والكيزان .. تحالف الخراب!

15
فاطمة لقاوة

بقلم: الأستاذة فاطمة لقاوة

في غرب السودان، حيث تتشابك القبائل وتتنوع الثقافات وتتشكل ملامح التعايش التاريخي، يُعاد اليوم إنتاج مأساة قديمة بوجوه جديدة،حرب بلا قضية تشعل كردفان ودارفور… والهدف تفتيت المجتمعات ودفن الحلم المدني.

جيش عبد الفتاح البرهان، وهو في تحالفه العلني والمخفي مع فلول النظام البائد، يشن حرباً لا أخلاقية

على المجتمعات في كردفان ودارفور، مستعيداً أدوات القمع القديمة ذاتها: القتل، الترويع، وتأجيج الصراعات القبلية.

لم يعد هناك مجال للغموض،ما يحدث اليوم هو محاولة ممنهجة لإعادة تدوير سلطة الكيزان عبر البوابة الحرب الأهلية والتحشيد ، مستخدمين خطاب كاذب بإسم “الوطنية” كساتر لخطة خبيثة هدفها إعادة السيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع. ولأنهم يعرفون أن المجتمعات الهامشية كانت، ولا

تزال، خط الدفاع الأول ضد مشاريعهم، فإنهم يركزون نيرانهم عليها، تماماً كما فعلوا سابقاً في حربهم الطويلة ضد دارفور وجبال النوبة.

جيش البرهان لا يخوض معركة وطنية، بل ينفذ مهمة سياسية قذرة تهدف إلى تطويع الشعب السوداني الذي ثار ضدهم، وإعادة النُخب المركزية الكيزانيه للسلطة.

المدنيون في الأبيض والحمادي والدلنج وكادقلي،والخوي،وسرف عمرة والفاشر ، ليسوا “أضراراً جانبية”، بل أهدافٌ محسوبة في معادلة القمع وإعادة الهيمنة.

ما يحدث من تسليح للقبائل، وإعادة بعث المليشيات، ليس سوى تمهيد لانفجار اجتماعي جديد يأملون أن يُجهض حلم الدولة المدنية من داخله.

شعب كردفان ودارفور ليس غافلاً، ذاكرة الدم والتهجير ما زالت حيّة، والوعي اليوم أعمق من أي وقت مضى.

لقد أثبتت المجموعات الشبابية الداعية للسلام بين المكونات، والمبادرات المجتمعية، والكوادر الشجاعة، أن هناك رفضاً متجذراً لهذه الحرب العبثية، وأن مشروع الكيزان الدموي،لن يمر إلا فوق ركام وطن لن يقبل الذل والإهانة.

إن الواجب الوطني اليوم هو المقاومة الواعية. ليس فقط بالسلاح، بل بالكلمة، بالفضح، بالوعي، بالتماسك الاجتماعي، وبرفض الانجرار إلى خطاب الكراهية والتعبئة القبلية التي يدعوا لها أبواق الكيزان ورؤوس شياطينهم في بورتسودان.

المعركة الحقيقية هي معركة وعي، ومسؤوليتنا جميعاً أن نفضح هذا المخطط، وأن نمنع تكرار الكارثة.

الكيزان لا يريدون وطناً، بل سلطة. والبرهان لا يسعى للسلام، بل لحكم الفرد،وبينهما، يقف الشعب على عتبة خيارين لا ثالث لهما: إما الخضوع لصراع مدفوع بالدم والفتنة، أو المقاومة من أجل سودان جديد. وقد آن أوان الخيار الثاني لمقاومة صلف هؤلاء الأوباش سارقي الأمن والأمان.

ولنا عودة بإذن الله

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *