“نيالا” تحتضن أول مؤتمر اقتصادي بدارفور .. اقتصاد جديد تحت شعار تأسيس، بناء، تعمير!

نيالا – بلو نيوز الإخبارية
انطلقت بمدينة نيالا فعاليات المؤتمر الاقتصادي الأول لولايات دارفور، تحت عنوان: “اقتصاديات الحرب والتنمية المكانية: الأسباب – الأهداف – الوسائل – الغايات”، وبشعار لافت: “الإدارات المدنية – تأسيس، بناء، تعمير”.
وجاء المؤتمر برعاية رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور، يوسف إدريس يوسف، وبدعم من الغرفة التجارية، وبإشراف رئيس المجلس الاستشاري لإقليم دارفور، النذير يونس، وسط حضور رؤساء الإدارات المدنية من ولايات جنوب، شرق، وسط، وغرب دارفور، وممثلين للغرف التجارية، ونخبة من المهتمين بالشأن الاقتصادي.
في كلمته الافتتاحية، أكد يوسف إدريس أن المؤتمر ثمرة توافق تم في ملتقى رؤساء الإدارات المدنية بولاية وسط دارفور، ويعقد في توقيت بالغ الأهمية، قائلاً: “دارفور اليوم تجاوزت الحرب وبدأت تتعافى اقتصادياً، والأمن يشهد استقراراً ملحوظاً. ولكن لا يمكن الحديث عن تنمية دون موارد مالية، ولا عن خدمات دون سياسات اقتصادية فاعلة”.
وأشار يوسف إلى وجود “تشوهات اقتصادية خطيرة”، تتمثل في الارتكازات الأمنية غير المنظمة، والجبايات المتعددة والرسوم غير القانونية، مؤكداً أن المؤتمر يسعى لوضع حلول جذرية لها. كما دعا لضرورة وجود صرافات بنكية في المنطقة لتسهيل التدفقات النقدية، مشيداً بالحكومة الجديدة، ومؤكداً استعداد إدارات دارفور للتعاون والمشاركة في تأسيس نموذج للحكم الرشيد في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
من جهتهم، أعرب رؤساء الإدارات المدنية عن أملهم في أن يخرج المؤتمر بتوصيات قوية وقابلة للتطبيق، تنعكس إيجاباً على حياة المواطنين، وتدفع بعجلة الاقتصاد في دارفور نحو الأمام. كما طالبت الغرفة التجارية واتحاد أصحاب العمل، المؤتمر بمراجعة الرسوم والجبايات المتعددة التي تعيق حركة التجارة بين ولايات دارفور.
ويعقد المؤتمر على أساس تسعة أهداف محورية، من أبرزها:
- معالجة الآثار الاقتصادية والنقدية لحرب أبريل 2023
- تحسين الأداء المالي العام في الولايات المعنية
- خلق شراكات بين القطاعين العام والخاص
- فتح معابر اقتصادية مع دول الجوار
- تطوير البنية التحتية للأسواق وتقليص البطالة
- التصدي للجبايات غير القانونية في طرق التجارة
ويتناول المؤتمر خمس محاور رئيسية تشمل: الاقتصاد الكلي، السياسة المالية العامة، التجارة وتجارة الحدود، السياسة النقدية، ودور القطاع الخاص.
وفي ظل تعقيدات الحرب والانقسامات السياسية في السودان، يأتي هذا المؤتمر كمحاولة لإعادة تعريف الاقتصاد المحلي في إقليم دارفور، ضمن معادلات جديدة تسعى لترسيخ سلطة مدنية واقتصاد متماسك في إقليم دارفور.