تدخل استخباراتي يجهض تكليف دفع الله الحاج رئيسًا للوزراء .. مصر ترسم خطوط السياسة في بورتسودان؟

بورتسودان – بلو نيوز الإخبارية
في تطور لافت يعكس حجم النفوذ الإقليمي في المشهد السوداني، كشفت مصادر مطلعة لـ”بلو نيوز” عن إلغاء تكليف السفير دفع الله الحاج بتسيير مهام رئيس الوزراء، رغم موافقته المبدئية على المنصب، وذلك بضغط مباشر من جهاز المخابرات العامة المصرية.
وبحسب المعلومات التي تحصلت عليها “بلو نيوز”، جاء قرار الإلغاء عقب تحفظات مصرية قوية على تعيين الحاج، الذي عرف بمواقفه الناقدة للسياسات المصرية في السودان، خصوصًا خلال فترته السابقة في مواقع حكومية حساسة، ويفتح هذا التدخل الباب مجددًا أمام تساؤلات حول استقلالية القرار السياسي لحكومة بورتسودان، ومدى ارتهانه لأجندات خارجية، وعلى رأسها القاهرة.
ويذكر أن السفير دفع الله كان من أبرز الدبلوماسيين السودانيين الذين تبنوا رؤى وطنية متشددة في ملفات السيادة والحدود ومياه النيل، ما جعله موضع توجس دائم من قبل صناع القرار في مصر، الذين سبق أن رفضوا تعيين د. عبد الله حمدوك في فترات سابقة، وعملوا بحسب مراقبين على تقويض المرحلة الانتقالية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية.
قرار الإلغاء رغم أنه لم يعلن رسميًا، أثار موجة من الاستياء في أوساط القوى المدنية السودانية، التي ترى في مثل هذه التدخلات تهديدًا خطيرًا للسيادة الوطنية، وتعزيزًا لمسار “التبعية السياسية” التي تطبع أداء السلطة الحالية في بورتسودان، والتي تواجه اتهامات متزايدة بالتماهي مع الإملاءات الإقليمية.
وفي ظل انسداد الأفق السياسي وغياب مشروع وطني جامع، ينظر إلى هذه الخطوة كمؤشر جديد على استمرار الصراع الخفي على مفاتيح السلطة في السودان وغياب الإرادة الحقيقية لإنهاء الحرب أو بناء دولة مدنية مستقلة القرار.