من أمام البرلمان البريطاني .. “صوت العدالة” يعلو ضد جرائم الحرب في كردفان

وكالات – بلو نيوز الاخبارية
في مشهد مؤثر ومحمل بالغضب والكرامة، احتشد المئات من أبناء الجالية السودانية، ونشطاء حقوق الإنسان، وممثلي منظمات دولية، يوم الأحد، أمام مقر البرلمان البريطاني في لندن، في وقفة احتجاجية حاشدة تحت شعار “صوت العدالة من لندن”، للتنديد بجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في إقليم كردفان، غربي السودان.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بما وصفوه بـ “الإبادة الممنهجة”، متهمين القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها بارتكاب مجازر ذات طابع عرقي، مطالبين المجتمع الدولي بالخروج من صمته، والتحرك الفوري لحماية المدنيين.
“ما يحدث ليس صراعًا، بل حملة تطهير عرقي ممنهجة تستهدف مجتمعات كاملة على أساس الهوية” هكذا صرخ أحد المتظاهرين، وهو يرفع صورة لأطفال قتلوا في قصف جوي على قرية نائية في جنوب كردفان.
اللافتات والشعارات التي حملها المحتجون لم تترك مجالاً للالتباس: “أوقفوا القتل على الهوية”، “كردفان تنزف.. أين العدالة؟”، و“الجيش يقتل الشعب”، في رسالة مباشرة إلى الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي بأن الصمت أصبح تواطؤًا.
وأشار المتحدثون في الوقفة إلى المجزرة التي شهدتها منطقة “الحمادي”، حيث قتل عشرات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في هجمات قادتها قوات النظام ومليشيات قبلية مسنودة رسميًا، في مشهد يُعيد إلى الأذهان أبشع فصول الإبادة الجماعية في القارة الإفريقية.
وشدد المشاركون على ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، وفرض عقوبات على القادة العسكريين المتورطين في الجرائم ضد المدنيين، مؤكدين أن الإفلات من العقاب يُغذي استمرار المذبحة.
وفي رسالة وجهت إلى البرلمان البريطاني، طالبت منظمات حقوقية بتفعيل الآليات الدولية لمساءلة مجرمي الحرب في السودان، ودعم جهود العدالة الانتقالية، ووضع حدٍ للجرائم التي تتم تحت غطاء “الوطنية” و”السيادة”.
“هذه ليست حربًا على التمرد، بل حرب على الضعفاء، على الأطفال والنساء والقرى التي لا تملك حتى ماءً نظيفًا”، قال أحد المحتجين، مضيفًا: “نحن هنا لنكسر جدار الصمت، لأن كردفان لا تملك صوتًا في مجلس الأمن، لكنها تملك دمًا يسيل كل يوم”.