الدكتور إبراهيم مخير: الحكومة العسكرية في السودان تحت المجهر الدولي .. وهم الشرعية ومطالبات بإجراءات حاسمة

الدكتور ابراهيم مخير، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع.
الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية
في ظل تصاعد الأزمة السياسية في السودان، تتعرض الحكومة العسكرية لموجة متزايدة من التشكيك في شرعيتها، بعد انقلاب أكتوبر 2021 الذي أطاح بالحكومة المدنية الانتقالية، في انتهاك واضح للوثيقة الدستورية وإعلان لومي للاتحاد الأفريقي، اللذين يرفضان أي تغيير غير دستوري في الحكم.
ورغم محاولات السلطة العسكرية تقديم إصلاحات شكلية كان آخرها تعيين رئيس وزراء مدني دون سلطات حقيقية، يرى مراقبون أن تلك الخطوات لا تتعدى كونها محاولات لتمويه المجتمع الدولي دون تنفيذ إصلاحات جوهرية تفتح الطريق نحو انتقال ديمقراطي حقيقي.
وصرح الدكتور إبراهيم مخير، مستشار القائد العام لقوات الدعم السريع وعضو تحالف التأسيس، بأن السلطة الحاكمة تحتفظ بسيطرتها الكاملة على مفاصل الدولة، مع استبعاد الأصوات المدنية، واستمرار القمع وغياب الإرادة السياسية نحو التفاوض الشامل.
وفيما يضيف حضور جماعة الإخوان المسلمين بعدًا أيديولوجيًا معقدًا للمشهد، تتهم الحركة الإسلامية بدفع العسكر نحو التصعيد ورفض المرجعيات الدولية، مع تفضيل نهج العنف على الحوار، ما يُعقّد أي جهود نحو تسوية سياسية دائمة.
على المستوى الدولي، واصل الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية السودان، في خطوة اعتُبرت تأكيدًا على أن “الشرعية لا تُكتسب بالقوة”، فيما رفضت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة العسكرية، وإن استمر التعاون معها كـسلطة أمر واقع لأغراض إنسانية.
وحذر د. مخير من “مخاطر تطبيع الانقلاب العسكري”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التمسك بمواقفه المبدئية، وربط أي تجاوب مع الخرطوم بقياس التقدم الحقيقي نحو الحكم المدني، لا الخطاب الدعائي.
ودعا د. مخير إلى “دعم المجتمع المدني السوداني في فضح ازدواجية السلطة، وتعزيز التقارير الميدانية، وربط أي دعم دولي بمؤشرات شفافة للتحول الديمقراطي”، مشددًا على أن المعركة ليست فقط داخل السودان، بل في معايير الاعتراف الدولي ومصداقية المجتمع العالمي.