الكوليرا تفتك بولاية الجزيرة .. وأطباء بلا حدود تحذر من انفجار وبائي في الخرطوم

“السودان اليوم في سباق ضد الزمن .. فإما استجابة عاجلة، أو انفجار وبائي يهدد ملايين الأرواح”
الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية
في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ الكوارث الصحية في تاريخ السودان، أعلنت وحدة الطوارئ بمستشفى الحاج عبد الله بمحلية جنوب الجزيرة عن تسجيل 46 إصابة مؤكدة بالكوليرا و6 حالات وفاة في الفترة ما بين 15 و21 مايو 2025، في ظل تفشي متسارع للوباء داخل الولاية.
وفي بيان صادم أصدرته منصة مؤتمر الجزيرة يوم الجمعة 23 مايو، تم التأكيد على أن حجم الكارثة أجبر السلطات المحلية على إغلاق المدارس والأسواق، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية في الولاية، وتفاقم الأزمة مع انتشار الملاريا، وحمى الضنك، وسوء التغذية الحاد بين الأطفال.
البيان وصف الوضع في ولاية الجزيرة بأنه “ينذر بكارثة إنسانية وشيكة”، محذرًا من أن الكوليرا ليست سوى رأس جبل الجليد، وتحدث عن “بيئة صحية منهارة بالكامل”، نتيجة انهيار شبكة المياه والصرف الصحي، وانقطاع الكهرباء، وغياب الإمدادات الطبية الأساسية، مما زاد من معاناة آلاف العائلات.
وأشار مؤتمر الجزيرة إلى أن المستشفيات المحلية لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، مطالبًا بتدخل عاجل من قبل المنظمات الإنسانية الدولية والسلطات الصحية الوطنية، وإنشاء غرفة عمليات طارئة لتنسيق جهود الاستجابة.
وفي تطور مقلق، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن تسجيل أكثر من 2500 حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا في العاصمة الخرطوم منذ بداية مايو، بينها 500 حالة سُجلت في يوم واحد فقط بتاريخ 21 مايو. واعتبرت المنظمة هذه الزيادة “انفجارًا وبائيًا” يتطلب استجابة عاجلة وفعالة.
وأكدت المنظمة أن انقطاع الكهرباء ونقص الوقود في العاصمة يهددان استمرار تشغيل المرافق الصحية ومحطات تنقية المياه، مما يجعل من المستحيل وقف تفشي المرض دون دعم فوري.
وناشدت منصة مؤتمر الجزيرة وأطباء بلا حدود جميع الجهات الفاعلة من منظمات دولية ومحلية، إلى وزارتي الصحة والعون الإنساني لتوحيد الجهود ورفع حالة التأهب القصوى من أجل إنقاذ الأرواح ومنع تحول الكوليرا إلى كارثة وطنية شاملة.