مجزرة (بوط) تهز النيل الأزرق .. اتهامات لقوات عقار بقتل رعاة من رفاعة وناشطون يحذرون من فتنة قبلية

مالك عقار - نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني
الدمازين – بلو نيوز الإخبارية
في جريمة مروعة هزت الضمير الإنساني وأشعلت المخاوف من تصعيد النزاع الأهلي في إقليم النيل الأزرق، قتل أربعة رعاة من أبناء قبيلة رفاعة في منطقة بوط بمحلية التضامن، في ما وصفه ناشطون بـ”مجزرة بشعة” ارتكبت بحق مدنيين عزل.
وبحسب مصادر محلية موثوقة، فإن قوات تتبع للجيش الشعبي بقيادة مالك عقار نفذت الهجوم تحت مزاعم بأن الضحايا يقدمون دعماً لوجستياً لقوات الدعم السريع، وهو ما اعتبره مراقبون ذريعة لتبرير استهداف ممنهج للمجتمعات الرعوية ذات الأصول العربية.
وأكد ناشطون حقوقيون أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، مشيرين إلى وجود نمط متكرر من الانتهاكات ضد الرعاة من القبائل العربية، يتمثل في منعهم من الرعي في أراضي ظلت لقرون مساحات مشتركة للتنقل والمراعي، في تحدي صريح لأعراف التعايش المجتمعي ومواثيق الحقوق المدنية.
وطالب الناشطون السلطات الأمنية في إقليم النيل الأزرق بالتحرك العاجل للتحقيق في ملابسات المجزرة، وتوقيف الجناة وتقديمهم للعدالة دون تأخير، محذرين في الوقت نفسه من أن السكوت على هذه الجرائم أو تبريرها سيقود إلى انفجار عنيف يهدد السلم الاجتماعي ويغذي النزاعات القبلية.
وقال أحد النشطاء في تصريح لـ”بلو نيوز”: “ما يحدث اليوم في النيل الأزرق هو اختبار حقيقي لحياد الدولة ومؤسساتها، وإذا لم تحاسب القوات المتورطة في ارتكاب هذه المجازر، فإن المنطقة تتجه نحو مزيد من التفتت والعنف”.
تأتي هذه التطورات في ظل ظروف أمنية هشة يعيشها الإقليم، وسط تزايد الشكاوى من عسكرة الحياة المدنية وغياب آليات فعالة للمساءلة والعدالة.