الدعم السريع يتمسك بالسيطرة على المدن ويرهن تسليمها للشعب بعد تشكيل جيش مهني موحد

45

دبنقا:بلو نيوز

 

لم يحدد المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، يوسف عزت، ملابسات استقالة عضو وفد التفاوض ومستشار قائد قوات الدعم السريع، فارس النور، وإن كانت استقالته من عضوية وفد التفاوض أم من منصبه كمستشار للشأن الإنساني. وقال يوسف عزت في مقابلة مع راديو دبنقا مساء الاحد أنه لم يتحدث مع فارس النور منذ أن قرأ الاستقالة، مستدركا بأنها تبدو من سياقها من عضويته في وفد التفاوض لأنه لم يرد فيها الاستقالة من الاستشارية، مع الإشارة إلى رغبته في أن يكون ناشطًا أو داعية لوقف الحرب، خصوصا وأنه توصل بعد قرابة الـ 8 أشهر لحقيقة أن الطرف الآخر غير جاد في التفاوض ليس لديه رغبة في تحقيق السلام.

ورفض المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع خروج قواته من المدن التي سيطروا عليها باعتبارها نصرًا حققته قواتهم ومكاسب مع طرح التساؤل حول لمن تسلم المدن في حال إخلائها. وكذب الأخبار المتداولة عن قبول قواتهم الخروج من ولاية الجزيرة والخرطوم شريطة عدم تعرض الجيش السوداني لقواتهم، وقلل من تلك التصريحات بقوله إنه لم يطلع عليها وأنهم تعودوا على نشر أخبار مفبركة ومزيفة بأسمائهم.

وتمسك القيادي بالدعم السريع بعدم التفريط في المناطق التي سيطرت عليها قواتهم وعلى عدم تسليم أي منطقة، واصفًا إياها بالمكاسب الكبيرة التي تمكنوا من تحقيقها بالسيطرة على كافة مقرات الجيش في الخرطوم وفي مدني، ومعتبرا أن الانتقال إلى الأخيرة جاء ردًا على تصريحات قائد الجيش بالتبشير بأنه سيحشد 40 ألف من شباب السودان ليقاتلوا معه، وقال إنَّه تم حسم هذا الأمر أمام العالم كله حيث شهد بانسحاب الجيش في ولاية الجزيرة، لكنه استدرك بأنها منطقة آمنة ليست عسكرية ولا بها حاميات، مشيرًا إلى أنها لم تكن هدفًا عسكريًا لولا الحشود التي أعلن عنها قائد الجيش.

وأعاد يوسف عزت التذكير برفضهم لأي عملية إخلاء أو تسليم للمدن التي سيطروا عليها وقال إنهم لن يسلموا أي منطقة سواء كانت الخرطوم أم مدني أم نيالا أو كافة المدن التي سيطرت عليها قواتهم في جبهات القتال، لكنه تعهد بتسليمها لأهلها” أي الشعب السوداني لإقامة إدارات وسلطة مدنية وإخلاء كافة المظاهر العسكرية من المدن، وشدد على أن ذلك مرتبط بتأسيس جيش واحد قومي مهني غير مسيطر عليه من جهة. وأشار إلى أن هذه الشروط معروفة وكدنا أن نصل بموجبها لاتفاق في مفاوضات جدة لكن تم سحب وفد الجيش ولا يوجد أي طرف الآن ليدور معه تفاوض لتسليم أو تسلم أي منطقة.

 الانتهاكات بولاية الجزيرة وقراها

وفي رده على الانتهاكات التي ترتكبها قواتهم، طالب يوسف عزت بداية بإدانة الحرب نفسها وإدانة إطلاق العنف على قواتهم وعلى الشعب السوداني. وقال إننا كنا في الخرطوم وما زلنا نشهد عمليات قصف مدفعي وقصف بالطيران وإبادة جماعية وقتل لمواطنين عزّل قبل الدخول إلى مدني بتهم إنهم ينتمون إلى الدعم السريع، بينما قواتهم تضم كافة أبناء الشعب السوداني وليس إثنية محددة على حد قوله. وقال إنهم في قيادة الدعم السريع يدينون أي انفلات ضد المواطنين حتى لو من قواتهم أو من يرتدي زي أو باسم الدعم السريع وتعهد بعدم التساهل مع تلك الانفلاتات.

ونأي المستشار السياسي لقائد الدعم السريع بقواتهم عن التورط في أي تفلتات ودافع بشدة عن قواتهم التي تشارك في لجان مع المجتمعات المحلية لحماية الأهالي عقب تلقيهم بلاغات بوجود متفلتين من جهات غير معروفة ولا تتبع لقواتهم يرتدون زيهم ويمتطون دراجات بخارية “مواتر”، وقال إنهم حركوا قواتهم لنجدة تلك القرى، مضيفًا بأنهم تلقوا بلاغات من قرى فداسي والعيكورة ومناطق في جنوب الجزيرة.

وحدد يوسف عزت في المقابلة مع دبنقا مداخل قوات الدعم السريع في اجتياحها لولاية الجزيرة وقال إنَّ قواتهم المعنية بمعركة مدني دخلت عبر شرق النيل وقطعت كبري حنتوب، مشيرًا إلى أن هنالك قوات أخرى تمتطي دراجات بخارية دخلت من ناحية غرب النيل وحدث منها انفلات ونفى معرفتهم بها وقال لا نعرف من يقودها ومن وجهها ولمن تتبع.

وأضاف أنهم يجرون تحقيقًا حول هذا الشأن يتعلق بمن وجه بدخول تلك القوات لقرى الجزيرة مشيرًا إلى أنها ليست مسرحًا للعمليات وليست فيها جيش أصلا ولم تكن هدفًا، وقال إنَّ المعركة في الأصل كانت في مدني وقائد الدعم السريع لم يوجه أي قوة بدخول القرى. وقال إنَّها دخلت القرى وروعت المدنيين سيتم التعامل معها بحسم وهذا الموقف لا تسامح فيه. وهذا موقف لن نتهاون فيه.

واعتبر يوسف عزت أن الأمر ليس بجديد فقد كانت هنالك قوات ترتدي زي الدعم السريع وتمتطي سيارات بلوحات أرقامها تتبع لقواتهم، وكشف عن تلقيهم بلاغات بأنها اعتدت على بيت عبدالله خليل ودار الحزب الشيوعي ومنزل برطم وعلى بعض السفارات الأجنبية وقال إنهم يعلمون من آتى بتلك القوات ومن هم ولديهم وثائق تثبت ذلك، وتابع “هذه المناطق لم نسيطر عليها”، وآخر ارتكاز لدينا في منطقة “قنب الأسد”. وقال إنهم يسمعون مثل غيرهم عن جرائم قتل وترويع، وذكر أنهم لم يكن لديهم رغبة في توسيع العمليات العسكرية مشيرًا إلى أن القائد العام ونائبه ومساعده بقية القيادة غادرت الخرطوم وتركوا أمر إدارتها لقواتهم.

السماح للمنظمات

وأبدى يوسف عزت استعدادهم للسماح لكافة المنظمات والطواقم الطبية لممارسة العمل بشكل كامل، في مناطق سيطرتهم في الخرطوم، ودارفور وكردفان والآن في مدني، وتابع “مسموح للمنظمات التحرك بحرية وفق البروتكول الانساني. مشيرًا إلى أي منطقة تسيطر عليها قواتهم تقع على عاتقهم مسؤولية الأمن وحماية المواطن وبالتالي المنظمات الإنسانية مؤكدًا أنهم على تواصل مع الأمم المتحدة ومكتبها الخاص بالشؤون الإنسانية” أوشا”، وأضاف أنهم في حاجة لدخول المنظمات في مناطق سيطرتهم بالتنسيق مع مكتبهم للشؤون الإنسانية، ونبه بأن المنظمات لم تشتكي من أي مضايقات في مناطق سيطرة الدعم السريع.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *