ثوار الدولة السودانية: يشيدون بتقدم الدعم السريع ويتهمون قيادة الجيش بـ”النفاق السياسي!
الخرطوم – بلو نيوز
في بيانٍ ناري يحمل نبرة التحدي والتشكيك، وجّه “ثوار الدولة السودانية” تحية فخر لما وصفوه بـ”الانتصارات الأخيرة لقوات الدعم السريع”، وعلى رأسها سيطرتها على مثلث العزة، الموقع الاستراتيجي الذي قال البيان إنه “يعكس الإرادة الحديدية للمقاتلين الأحرار الذين اختاروا الوطن لا الطغاة”.
البيان، الصادر عن المكتب القيادي لثوار الدولة السودانية، لم يكتف بالاحتفاء بما اعتبره “تقدماً ميدانياً لقوات الثورة”، بل شنّ هجوماً لاذعاً على قيادة الجيش السوداني، واصفاً بيانها الأخير – الذي أشار إلى وجود تدخلات ليبية – بأنه “هزيل ومتناقض”، ودليل على ما سماه “نفاق المؤسسة العسكرية”.
البيان تساءل بلهجة ساخرة ومشحونة بالاتهام: “إذا كان الجيش يرفض وجود قوات أجنبية في النزاع، فأين صوته من الاحتلال المصري لحلايب وشلاتين؟ أم أن السيادة أصبحت صفقة سياسية تُدار في غرف مغلقة؟ هل هو جبن، أم خيانة، أم حسابات مشبوهة تُباع فيها الأرض مقابل البقاء في السلطة؟”
واعتبر “ثوار الدولة السودانية” أن الصمت المتواصل حيال ما وصفوه بـ”الاحتلال المصري” لمناطق سودانية خالصة، يكشف ما وصفوه بـ”العبث بعقول السودانيين” من قبل قيادة تفتقر إلى المصداقية، وتستخدم السيادة كشعار للاستهلاك المحلي لا غير.
البيان اختتم برسالة مباشرة: “كفى نفاقًا، وكفى تلاعبًا بمصير أمة. سيأتي يوم يُحاسب فيه كل من خان الوطن، سواء بالصمت أو بالتواطؤ. الثورة مستمرة، وصوت الحق لا يُكتم. عاش السودان حرًا، وعاش كفاح الشرفاء.”
يأتي هذا البيان في لحظة مفصلية تشهد تصاعدًا في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تبادل الاتهامات بالتدخلات الأجنبية، واحتدام الخطاب السياسي بين معسكرات متعددة داخل وخارج المشهد المسلح.
وبينما يتعمق الانقسام السياسي والميداني، تتزايد المخاوف من انزلاق السودان نحو فوضى إقليمية أوسع، حيث تتقاطع الأجندات المحلية والدولية فوق أجساد الأبرياء، وعلى حساب حلم الدولة المدنية الديمقراطية الذي نادى به السودانيون في ثورتهم الأولى.
