فاطمة لقاوة تكتب: مدني نقطة تحول في حرب 15 أبريل
أهم ما يميز حرب ١٥أبريل، بأن مُهندسيها -(البرهان وعصابته)- قد فقدوا السيطرة على مُجرياتها منذ الوهلة الأولى التي بدأوا فيها هجومهم الحاقد على مقار قوات الدعم السريع.
رغم آلة الموت التي حصدت أرواح جنود الدعم السريع العُزل في معسكرات التفويج والتدريب في جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية ،وضرب طيران البرهان الممنهج لكافة المراكز الحيوية للدولة السودانية،وحصادهم لأرواح الغلابة من الشعب السوداني إلاَّ أن قوات البرهان قد إنهارت عسكرياً أمام قوات الدعم السريع ،ولم تستطع الصمود في ميدان المواجهة العسكرية ،وتساقطت المواقع العسكرية الإستراتيجية في قبضة أشاوس الدعم السريع ،وفقد جيش البرهان ميزة الثبات في دفاعاته ،وأصبح متقهقراً هارباً،وولى قيادته العُليا الأدبار فِراراً بِجلدها من جحيم الحِصار المُطبق عليها، وأصبحت تطاردتها لعنات الغلابة من الشعب السوداني المكتوي بنار الحرب.
إستخدمت قيادات قوات الدعم السريع الميدانية إسلوب الإنتشار السريع وخِفة الحركة والضربات المباغتة للعدوا في كردفان ودارفور فكانت نتاجها تساقط الحاميات والفِرق وإستسلامها ،وسرعان ما إلتفوا حول مدن وقًرى الإقليم الأوسط ،وإستطاعوا بضربات خاطفة إسقاط الفرقة الأولى مشاة ،والإستيلاء على مدنية ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي حاول البرهان إستخدامها لتكون قاعدة لإنطلاق من أسماهم بالمستنفرين.
تحرير ود مدني عسكريا وإدارياً يُعتبر تحول تاريخي سياسي وعسكري هام في الشأن السوداني عامة ونقطة تحول كُبرى في حرب ال ١٥ من أبريل التي قاربت التسعة أشهر من إنطلاقها،فقد كُثر البُكاء على مدني وبُحت الحناجر مما يوحي بأن الوجع قد تمكن من جسد عصابة الكيزان ومسانديهم من أصحاب الإمتيازات سارقي خيرات الشعوب.
ظهرت أصوات النِداء الشيطاني وهوس الزج بأبناء الشعب السوداني لخوض حرب وكالة عن بلابسة الكيزان الهاربين المختفيين ،وسعت إستخباراتهم إلى دغدغة العواطف ،محاولة إظهار كرتهم القبلي القبيح ،والشحن الجهوي وإستهداف الأبرياء على أساس إثني بغيض وتصفيتهم بصورة بشعة في جرائم تطهير عرقي وجرائم حرب يجب أن لا يفلت منفذيها من العدالة.
فُقدان البرهان وعصابته لمدينة ود مدني ومن قبلها فقدوا نيالا يُعد هزيمة سياسية وإجتماعية وعسكرية ،بعد هروبهم من الخرطوم.
خطاب البرهان البائس وبكائيات إعلامهم المُضلل ونواح كبارهم البلابسة الهاربين ،ومحاولة البرهان مغازلة الوساطة الدولية والأفريقية وتصريحه بقبوله للتفاوض دليل قاطع على هزيمتهم النكراء في حرب هم إختاروا إنطلاق طلقتها الأولى ولكنهم لم يدروا بصعوبه التحكم في وقائعها ومعرفة نهاياتها ،ولكن يبقى السؤال الثابت:هل البرهان يمتلك الإرادة الحقيقية التي تساعده في الجلوس للتفاوض والإيفاء بما وعد به؟!.
بلابسة الكيزان يدركون مرارة هزيمتهم التاريخية ولكنهم يكابرون ويسعون نحو تحقيق شعارهم المحبب لهم :(أو تُرق كُل الدماء)،ويعرفون أن كرتهم الأخير هو الحرب .
البرهان لا يملك شجاعة آدبية ليعترف بأخطاء أسياده في إشعالهم للحرب ،ولا يمتلك شجاعة شخصية يستطع من خلالها إتخاذ مواقف وطنية إتجاه شعبه،لذلك يحاول جاهداً إيجاد كِذبة جديدة يداري بها هزائمهم المتتالية،ولكن أهلنا قالوا:حبل الكضب قصير.
ولنا عودة بإذن الله.